الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يحاول البحثُ دراسةَ (بلاغةِ الحجاج في الوعظ الديني عند ابنِ الجوزيّ ت:597هـ)، ويُعنى الحجاج بدراسة الأسلوب أو الطريقة التي يتبناها المتكلم للتغيير من رؤى المتلقي وإقناعه بالرأي المراد إيصالِه إليه, وإنَّ الغاية الحقيقية التي يهدف إليها الحجاج هي الغايةُ التأثيرية التي تتفاعل مع الأركان الثلاثة الأصلية في الخطاب, وهي: (المتكلمُ –المخاطبُ- الخطابُ). ويندرج الوعظ تحت أدب الخطابة, وقد كانت خطب ابن الجوزي خطابًا حجاجيًا، كان له أكبرُ الأثر في مناقشة القضايا المهمة والتأثير في المتلقين وحملهم على التصديق والإذعان بما تحمله من دلالات غنية بالمقاصد، ويأتي ذلك من خلال آليات حجاجيةٍ للإقناع, ومن أهم أهداف الدراسة: - إبراز الدور الحجاجي في خطب ابنِ الجوزي. - التعرف على الآليات الحجاجية التي استعملَها ابنُ الجوزي في خطبه؟ وكيف وظفها بهدفِ التعبير عن مقاصدِه والتأثيرِ في متلقيه وإقناعِه؟ منهج الدراسة: وتعتمد الدراسة الحجاج منهجًا لها, ويعني ذلك أننا سنعتمد في دراسة نصوص ابن الجوزيﱢ من منظور الحجاج في اللسان العربي, وفي البلاغة العربية. وتوصل الباحث بعد الدراسة إلى نتائج من أهمها: - عمد ابن الجوزي من خلال كتاب المورد العذب إلى توظيف التقنيات التي سوغت له تقديم حججه، لكي يبني عليها النتائج التي يريدها، وهي إقناع المتلقي والتأثيرُ فيه، واستطاع الباحث أن يوظف آليات الحجاج في البلاغة المعاصرة, مثل آليات الحجاج اللغوية (الروابط الحجاجية, والعوامل الحجاجية, والسلَّم الحجاجي). - إن كثيرًا من الخطابات الوعظية في كتاب المورد العذب ذات وظيفة حجاجية تضعنا إزاء ثلاثية تواصلية عمادها: المرسل، والمرسل إليه، وخطاب القيم الدينية السامية العليا التي هي موضوع الرسالة، والمتأمل للخطاب الوعظي يجده يناقش الكثير من القضايا الدينية الجدلية التي تحتاج إلى إقناع المتلقين بها، فلذلك نجد ابن الجوزي يُصر على غرس أفكاره وقيمه في الحياة، حيث يكون هدفه إقناع العامة بمدى أهمية الدين، ويأتي ذلك من خلال آليات استدلالية حجاجية للإقناع. |