Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور سيناء فى العلاقات الخارجية منذ فجر التاريخ حتى نهاية عصر الدولة الوسطى.
المؤلف
حامد، أحمد عبد الله عليوه عبد الله
هيئة الاعداد
باحث / أحمد عبد الله
مشرف / محمود عمر محمد محمد سليم
مشرف / محمد فوزى الشايب
مناقش / صدقه موسى على
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
p.263
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد حضارات الشرق الأدنى - الحضارات المصرية القديمة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 280

from 280

المستخلص

كانت هناك علاقات اقتصادية بين مصر وجيرانها إلى الشرق عبر شبه جزيرة سيناء، ومنذ أقدم العصور كان البدو الآسيويون مصدر قلق دائم للأمن الداخلى المصرى، كما كانت شبه جزيرة سيناء هى طريق العبور إلى آسيا، وذات أهمية كبيرة للاقتصاد المصرى، لغناها بمناجم الفيروز والنحاس، ولذلك كانت مطمعا مستمرا لهؤلاء البدو، فكان لزاما على الملوك المصريين تأمين بعثاتهم التعدينية فيها، وتأمين حدود بلادهم الشمالية الشرقية ضد هجامتهم، ومنعهم من دخول الأراضى المصرية، فجردوا العديد من الحملات الحربية منذ بداية عصورهم التاريخية، لتأديب القبائل المرتحلة حول هذه الحدود، وتأمين طرق التجارة والمواصلات مع البلاد الخارجية، كانت سيناء منذ القدم جزء لا يتجزأ من الحدود المصرية، فكانت تربطها علاقات قوية ووثيقة ذات صلة دائمة فيما بينها وبين وادى النيل ووضح ذلك جليا من خلال المكتشفات الآثرية والحفائر التى أجريت بالمنطقة، حيث دلت على أن المصريين منذ عصور ما قبل التاريخ اهتموا باستغلال أرض ومناجم سيناء( ).
لقد لعبت سيناء دورا هاما فى الأتصال الحضارى منذ عصور ما قبل التاريخ، فهى بمثابة الحاجز البيئى والطبيعى بين مصر وجيرانها وبها الطريق البرى الحيوى الشمالى، وهى ذات أهمية بالغة فهى تمثل العمق الإستراتيجى لمصر، ومنطقة تخوم مصرية ( ).
وتشير الدلائل الآثرية والنصية- سواء كانت مناظر أو نقوش- إلى الجهود الحربية للملوك المصريين لتأمين الحدود الشمالية الشرقية منذ عصر بداية الأسرات إلى نهاية التريخ المصرى القديم، والتى أستطاعوا من خلالها مجابهة الخطر القادم من الشرق، والوقوف فى وجه الهجرات الآسيوية التى توافدت إلى مصر من حين لأخر، والتى انتشرت أعداد كبيرة منها فى فترات ضعف الحكومة المركزية المصرية فى نهاية عصر الدولة القديمة وعصر الأنتقال الأول فى شبة جزيرة سيناء ومنطقة شرق الدلتا، ولم تقتصر جهودهم على أرسال هذه الحملات الحربية التى استطاعوا من خلالها طرد هؤلاء الآسيويين، وتأمين الحدود، وبعثات التعدين فى سيناء، وإنما قاموا أيضا بإنشاء الحصون والأسوار والأستحكامات، لتأمين البعثات، ولتكون خطوطا دفاعية لحماية الحدود، ومراقبة هؤلاء البدو، وصد هجامتهم، والتحكم فى بوابات العبور إلى داخل وخارج الأراضى المصرية، كما استطاع ملوك الدولة الوسطى من خلال حملاتهم الحربية السيطرة على الدويلات والمدن فى بلاد الشام، خاصة المراكز التجارية، مما أدى إلى امتداد النفوذ المصرى فى آسيا حتى سوريا ولبنان، والأشراف على المدن الرئيسية هناك، وقبضت مصر بقوة على طرق التجارة الرئيسية عبر حدودها، وانتشار الهدوء والسكينة على هذه الحدود، واحترام الآسيويين للقوة المصرية، وتغلغل النفوذ الثقافى المصرى إلى قلب بلاد الشام( ).
قبيل قيام الدولة المصرية الأولى مرت البلاد بعدة مراحل هيئتها فى نهاية الأمر للوحدة، وظهرت خلال تلك المراحل عدد من الحضارات المحلية تعاقبت الواحدة تلو الأخرى وأطلق عليها أسماء المناطق التى اكتشفت فيها( ).
ويرى كثير من الباحثين أنه خلال عصر نقادة الثالثة اكتمل التفاعل والانسجام الحضارى بين معظم بقاع الأرض المصرية فى الشمال والجنوب والشرق وأصبحت مصر خلال تلك الفترة بلدا مفتوحا ومتصلا بالعالم الخارجى. فخرجت التأثيرات الحضارية، عن نطاقها المحلى ووصل التأثير الحضارى المصرى إلى درجة عالية ظاهرا عند جيرانها. لم تكن الدولة المصرية المبكرة فى بداية نشأتها بمعزل عن باقى المجتمعات الأخرى المجاورة لها، ولعب الطريق البرى القديم الذى يمر بمنطقة سيناء الشمالية دور حلقة الوصل بين تلك المجتمعات وبين الحضارة المصرية الناشئة( ).
حيث تنوعت أشكال العلاقات المصرية بجيرانها فى الشرق تبعا لقوة الدولة المصرية وقوة المجتمعات المجاورة لها خلال المراحل التاريخية المختلفة، فتارة تكون العلاقات سليمة تجارية، وتارة أخرى تعتمد العلاقة على فرض النفوذ والسيطرة من الجانب المصرى، حيث إن التفاعل بين الثقافات المتحضرة كالدولة المصرية فى بداية نشأتها وبين المجتمعات البدائية الأقل حضارة والغير المتكافئة كالمجتمعات المجاورة للحدود المصرية الشرقية خلال تلك الحقبة التاريخية، وقد ارتبطت الدولة المصرية بعلاقات وثيقة بينها وبين جيرانها، اعتمدت فى الأساس على تزويد مصر بالمواد الخام القليلة والنادرة بوادى النيل والمطلوبة للحضارة الناشئة، وذلك إما عن طريق التبادل التجارى أو عن طريق فرض النفوذ والسيطرة على تلك المناطق، حيث إن مجتمعات جنوب فلسطين اشتهرت بالمهارة والتوسع فى عمليات تعدين النحاس، بالإضافة إلى شهرتها بزيت الزيتون والخمور والعسل والأخشاب وراتنج خشب الصنوبر من المناطق الشمالية، وتشير الشواهد الأثرية المكتشفة بجنوب بلاد الشام خلال عصر بداية الأسرات المصرية على انتشار المنتجات المصرية بتلك المناطق. ويمكن القول بأن العلاقات المصرية بتلك المجتمعات تنوعت ما بين العلاقات التجارية، وسياسة فرض النفوذ والسيطرة المصرية