Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور التحول الرقمي في تطوير المؤسسات الإعلامية :
المؤلف
محمد، أسماء البدري عبد العليم.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء البدري عبد العليم محمد
مشرف / فاتن أحمد علي الحناوي
مشرف / وائل إسماعيل عبد الباري
مناقش / سعيد محمد الغريب إبراهيم النجار
مناقش / عالية عبد العال أبو دومه
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
268ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 302

from 302

المستخلص

ملخص الدراسة باللغة العربية
أولًا: مشكلة الدراسة وأهميتها
يسهم التحول الرقمي في تيسير كل عمليات إنتاج وتقديم المحتوي الصحفي بداية من الكتابة وطرق التقديم والنشر والتسويق للمحتوى مما يؤكد على ضرورة تطبيق التحول الرقمي واستخدام تقنياته لتحسين جودة تقديم المضامين وزيادة الكفاءة وتوفير التكاليف وتبني رؤية أوسع تتيح الابتكار المستمر بشكل يلبي الاحتياجات المعرفية المتغيرة ورفع كفاءة العاملين بها وتطوير المواد الصحفية المقدمة للجمهور.
فكان على المؤسسات الصحفية تبني التحول الرقمي وتوظيف تقنياته وهذا المتبع بالصحف الخاصة منذ مدة ولحقت بها المؤسسات الصحفية القومية وكانت البداية بمؤسسة الأهرام باعتبارها مؤسسة صحفية قومية ذات تاريخ عريق وتضم بداخلها العديد من الإصدارات، فبالرغم من تطبيق التحول الرقمي بمؤسسة الأهرام منذ 1998 إلا أنها قامت منذ ثلاث سنوات بتحديث وتطوير بوابة الأهرام لتصبح منصة الأهرام الرقمية وتضم كل الإصدارات الرقمية التابعة لمؤسسة الأهرام، سعيًا منها لمواكبة الاتجاه القومي نحو التحول الرقمي وتلبية لخطة الهيئة الوطنية للصحافة بتطبيق وتفعيل التحول الرقمي بالمؤسسات الصحفية القومية.
مما سبق تحددت مشكلة الدراسة في رصد آليات توظيف تقنيات التحول الرقمي وآثارها التي انعكست في التغيرات التي طرأت على مؤسسة الأهرام سواء على البنية الداخلية أو الخارجية، بالإضافة إلى التعرف على درجة مواكبة الصحفيين العاملين بالمؤسسة للتقنيات الحديثة وطبيعة العلاقة التي تربطهم بها، وصولًا إلى الكشف عن الإشكاليات والصعوبات التي تواجه هذا التطوير.
تكتسب الدراسة أهميتها من كونها دراسة تتناول إحدى الوسائل الإعلامية الجديدة التي أفرزتها الثورة التكولوجية ولاقت إقبالاً من قبل الجمهور وخاصة في ظل تحديات السبق الصحفي مع وسائل الإعلام الأخرى وبالتالي فإن دراسة الأداء الصحفي والقائمين بالاتصال يمكن أن يفيد في التعرف على الجوانب الإيجابية والسلبية في التحول الرقمي والتحول نحو الإصدارات والمنصات الرقمية المختلفة، وتقديم التوصيات التي قد تفيد في تطوير الأداء المهني للصحف والصحفيين القائمين عليها.
تنطلق أهمية الدراسة أيضًا من تناولها التطورات التي شهدتها البيئة الصحفية الإلكترونية، والتغيرات في طبيعة المهام والأدوار، وطبيعة العلاقات داخل بيئة العمل، ودرجة استفادة مؤسسة الأهرام من التقنيات التكنولوجية التي أثرت في الأداء المهني للقائم بالاتصال.

ثانيًا: تســــــاؤلات الـــــــدراسة
في ضوء مشكلة الدراسة وقضاياها النظرية تمت صياغة التساؤلات التالية:
 تساؤلات الدراسة التحليلية:
1. كيف وظفت مؤسسة الأهرام التحول الرقمي وتقنياته في تطوير منصاتها الرقمية؟
2. ما مدى سرعة وكفاءة وجودة منصة الأهرام الرقمية وفقًا للأدوات المستخدمة بالدراسة؟
 تساؤلات الدراسة الميدانية:
• تساؤلات تخص بيئة العمل الصحفي:
1. كيف أثر التدريب على استخدام التحول الرقمي على أداء القائمين بالاتصال في العمل؟
2. ما مدى ملاءمة البنية التحتية التقنية والتنظيمية لتطبيق التحول الرقمي؟
3. ما العوامل الرئيسية التي تلعب دورًا في تقبل أو عدم تقبل فكرة تطبيق التحول الرقمي واستخدام تقنياته؟
4. ما اتجاهات القائمين بالاتصال بمؤسسة الأهرام تجاه تطبيق التحول الرقمي؟
5. ما الإشكاليات التي تواجه القائمين بالاتصال عند تطبيق التحول الرقمي؟
• تساؤلات تخص المحتوى الصحفي:
1. كيف أثر التحول الرقمي على صناعة وتقديم المحتوى الصحفي؟
2. ما الأدوات والبرامج الحديثة التي تمت الاستعانة بها لتطوير المحتوى الصحفي؟
3. ما تقنيات التحول الرقمي التي وظفتها مؤسسة الأهرام لتطوير العمل الصحفي؟
4. ما التأثيرات التي أنتجها التحول الرقمي بعد تطبيقه بمؤسسة الأهرام؟
ثالثًا: الإطار النظري للدراسة
واعتمدت الباحثة على إطار نظري متكامل: النظرية التنظيمية، نظرية الاتصال الحواري، النظرية الموحدة لقبول واستخدام للتكنولوجيا؛ حيث تقوم النظرية التنظيمية في بنيتها الجديدة بمحاولة رصد علاقة أنشـطة المؤسسـات الصحفيـة التي ترتبـط ارتباطًـا وثيقـا بالمنـاخ السـائد حولها، وبحجـم وطبيعـة المحـددات أو القـوى التـي تفرضهـا عليـها مكونـات البيئـة الخارجيـة المحيطـة بتلـك المؤسسـات التي تعكس تأثيراتها بكل صورها على بنية وأداء المؤسسات.
كما توفر النظرية الموحدة لاستخدام وقبول التكنولوجيا إطارًا ملائمًا للكشف عن اتجاهات الصحفيين تجاه تطبيق التحول الرقمي في مؤسساتهم وذلك في إطار مجموعة من العوامل (النية السلوكية، الفائدة المتوقعة، الجهد المتوقع، التسهيلات المتاحة، التأثيرات الاجتماعية).
وتوفر نظرية الاتصال الحواري مبادئ تساعد في تكوين رؤية حول فاعلية الموقع الإلكتروني وما يمتلكه من إمكانات وأدوات تقنية في توصيل المحتوى الصحفي المدعوم بالتقنيات الحديثة، وتكوين قنوات متنوعة للتفاعل ومنصات رقمية مختلفة تسهم في تسويق محتوى المؤسسة الصحفية وانتشارها.
رابعًا: منهج الدراسة وأدوات جمع البيانات
تتمثل عينة الدراسة التحليلية في منصة الأهرام الرقمية بالإضافة إلي جميع الإصدرات الرقمية التابعة لمؤسسة الأهرام والتي تم دمجها بالمنصة بعد تحديثها .
وتكونت عينة الدراسة الميدانية من (150) مفردة من الصحفيين العاملين بمؤسسة الأهرام طبقت عليهم صحيفة استبيان وتوزعت العينة المختارة على الأقسام الثلاثة المشتركة في عملية تطوير منصة الأهرام الرقمية وفق النظام الحصصي المتساوي وذلك بواقع:
(50) مفردة من الصحفيين العاملين بمنصة الأهرام الرقمية، (50) مفردة من الصحفيين العاملين بالموقع الإلكتروني لمؤسسة الأهرام وأيضًا الصحفيين العاملين بمواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة، و(50) مفردة من الصحفيين العاملين في الإصدارات المختلفة التي تم دمجها مع منصة الأهرام الرقمية، وتم الاختيار بالنظام الحصصي المتساوي حتى يتسنى للباحثة التعرف على مدى إسهام تطبيق التحول الرقمي واستخدام تقنياته في تطوير منصة الأهرام الرقمية ومدى تقبل الصحفيين لفكرة تطبيق هذا التحول، حاولت الباحثة مراعاة أن تشمل العينة الصحفيين الذين لهم علاقة بتطبيق التحول الرقمي واستخدام تقنياته.
وأيضَا إجراء مقابلات مع عينة قوامها (21) مفردة من العاملين بالإصدارات الرقمية والورقية التابعة لمؤسسة الأهرام وحرصت الباحثة على أن يكونوا من القائمين على إدارة إصدارات الأهرام الرقمية والورقية ومن مديري التحرير ومديري الإصدارات الرقمية ورؤساء الأقسام التكنولوجية والصحفية.
خامسًا: محتويات الدراسة
قسمت الدراسة إلى بابين، الباب الأول: بعنوان الإطار النظري والمنهجي للدراسة، وقد احتوى على أربعة فصول، الأول: بعنوان: الإطار النظري للدراسة، والثاني: عرض لبعض الدراسات السابقة التي اهتمت بموضوع التحول الرقمي، تطوير المؤسسات الصحفية ، والثالث:الإجراءات المنهجية للدراسة، واهتم الفصل الرابع بإلقاء الضوء على تطور توظيف التحول الرقمي في المؤسسات الصحفية. أما الباب الثاني فيناقش نتائج الدراسة التحليلية والميدانية، وقد تضمن خمسة فصول فصول تبدأ من الفصل الخامس بعنوان مجتمع الدراسة: منصة الأهرام الرقمية، ثم الفصل السادس بعنوان: مبادئ الاتصال الحواري كما تعكسها منصة الأهرام الرقمية، والفصل السابع بعنوان: دور التحول الرقمي في تطوير المؤسسات الصحفية ” مؤسسة الأهرام نموذجًا” ، أما الفصل الثامن فجاء بعنوان: اتجاهات الصحفيين بمؤسسة الأهرام نحو تطبيق التحول الرقمي، والفصل التاسع بعنوان: مناقشة نتائج اختبار فروض الدراسة وأخيرًا خاتمة تتضمن أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج وتوصيات.

سادسًا: أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة
- كشفت الدراسة الميدانية أن الموقع الإلكتروني ليس بالكفاءة المطلوبة بعكس منصة الأهرام الرقمية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمؤسسة الأهرام الذين تميزوا بالتحديث اللحظي والإمكانات المتعددة، وهذا أيضا اتفق مع اتجاهات الصحفيين العاملين بالمنصات الرقمية للأهرام؛ حيث جاءت منصة الأهرام الرقمية في المرتبة الأولى بنسبة (44.7 %) يليها في المرتبة الثانية حسابات مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة (28 %) ثم جاء الموقع الإلكتروني للصحيفة بنسبة (18%) ويأتي في المرتبة الأخيرة الصحيفة الورقية بنسبة (9.3%).
- أوضحت نتائج الدراسة أن الغالبية العظمى من عينة الدراسة أكدوا أن سلوك الأفراد وتوظيف التقنيات الحديثة عاملان مهمان وعلى نفس القدر من الأهمية، فسلوك الأفراد نحو تطبيق التحول الرقمي يتكون من خلال التدريب اللازم حتى يتسنى للصحفيين التعامل والتأقلم مع التقنيات الحديثة مما يساعد على تطوير أساليب العمل وإكسابها المزيد من المرونة واليسر في العمليات الصحفية من إنتاج وصناعة وتقديم المحتوى الصحفي وهذا يتفق مع أحد فروض النظرية التنظيمية الذي أكد على أهميــة ســلوك الأفراد بالتنظيميــن الرســمي وغيــر الرســمي، وأشـار كذلـك إلـى أهميـة الاهتمام بالتكنولوجيـا الحديثة، فنـوع وحجـم العامليـن مهـم كمـا أن توظيف التكنولوجيا وتحديث الآلات مهـم أيضـًا.
- أظهرت نتائج الدراسة تميز منصة الأهرام الرقمية بتعدد قنوات التواصل التي تدعم التفاعل حيث أتاحت فرص الدردشة وخلق نوافذ حوارية ومناقشات حول المحتوى الصحفي المنشور عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي مثل حساب فيسبوك وحساب تويتر وقناة يوتيوب وقناة تليجرام وحساب جوجل حيث يمكن من خلالها ربط كل زوار منصة الأهرام الرقمية في شبكة اجتماعية واحدة عبر تكنولوجيا المجتمعات الافتراضية التي تسمح بالتفاعل والحوار وإقامة علاقات بين الجمهور من ذوي الاهتمامات والميول الواحدة ولكنها لم تتح فرصة للزوار لتحديد أولوياتهم واهتماتهم.
- أشارت نتائج الدراسة إلى اهتمام مؤسسة الأهرام بتهيئة المنصات لمحركات البحث (SEO) لتكون قادرة على خوض المنافسة في إطار التطورات الدائمة والمتسارعة واتفقت نتائج الدراسة حول أهمية الـ SEO لمنصات الرقمية التابعة لمؤسسات الصحفية مع دراسات: (Lopezosa,2021)، 2020)، (Codina، (حسام فايز، 2022) فأشاروا إلى أن المضامين الإعلامية التي تم إنتاجها وفق دليل السيو SEO في الكتابة حظيت بمعدلات انتشار وقراءة أعلى مقارنة بغيرها، وأن الصحفيين الذين تمرسوا على الكتابة وفق قواعد السيو SEO أصبحوا أكثر مهارة وتنظيمًا للمحتوى الصحفي مقارنة بغيرهم.
- خلصت نتائج الدراسة إلى أن التحول الرقمي وتقنياته أثروا في طرق تقديم المحتوى المنشور بمنصات الأهرام الرقمية وهذا ما تمت ملاحظته من تطور منصة الأهرام الرقمية التي تعد المنصة الرئيسية للأهرام، كما أتيحت الصحيفة بأكثر من نسخة فقدمت لجمهور مؤسسة الأهرام نسخة إلكترونية وحاسوبية وأخرى رقمية، كما استخدمت المنصة تقنية النص الفائق والوسائط المتعددة مما يؤكد على تطور طرق التقديم.
- أوضحت نتائج الدراسة أن مؤسسة الأهرام اهتمت بتوظيف تقنيات التحول الرقمي والخدمات الحديثة لتطوير عمليات إنتاج وتخزين ومعالجة وتقديم المحتوى الصحفي وتوفير النفقات وزيادة عدد الزيارات، والوصول إلى جماهير متنوعة ومختلفة، وتوسيع انتشار العلامة التجارية لمؤسسة الأهرام باعتبارها ذات تاريخ عريق وطويل وعلامة تجارية مميزة، بالإضافة إلى مواكبة متطلبات العصر الرقمي واحتياجاته تتطلب التواجد والمنافسة وتتفق نتائج الدراسة مع الكثير من الدراسات التي تؤكد على أهمية تقنيات التحول الرقمي في تطوير الصحافة والمؤسسات الصحفية؛ حيث أصبح استخدام تقنيات التحول الرقمي بغرف الأخبار حتمية استراتيجية لتطوير دورة العمل والحصول على كفاءة أكبر للأداء وأشكال جديدة للنشر وتعزيز ولاء الجمهور ومن تلك الدراسات: (pterson,2020)، (هاني إبراهيم، 2022)، (Vicente,2021)، 2022)، (Calvo.
- كشفت المقابلات عن حرص مؤسسة الأهرام على مواكبة التطور ونظم الإدارة الحديثة، فاتبعت أسلوب المنصات المتعددة المدعومة بتقنيات التحول الرقمي الحديثة فأطلقت أكثر من منصة للتوزيع وإدارة المحتوى الموجه للجمهور حيث يتبع مؤسسة الأهرام منصات متعددة منها الورقية وأخري رقمية وتمثلت في (الصحيفة الورقية، موقع إلكتروني، حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تلفزيون الإنترنت متمثل في قناتها على يوتيوب، وإذاعة الإنترنت متمثل في راديو الأهرام) ولكن لاتزال تحتاج إلى استغلال المحتوى بشكل أفضل من حيث التعميم والمشاركة عبر أكثر من منصة وهذا يحدث إلا أنه يتم بشكل غير منظم مما يهدر إمكانات المؤسسة وجهود القائمين بالاتصال فلابد وأن تتجه نحو مزيد من التكامل والدمج في إدارة المحتوى داخل المنصات المختلفة.
- أظهرت نتائج الدراسة أن التحول الرقمي ساهم في تعزيز الاتصالات والتنسيق بين المنصات المختلفة، والتواصل بين الإدارات بمؤسسة الأهرام حيث لم يعد التواصل تقليديًا كما كان في السابق.
- تبين من نتائج الدراسة أنه على الرغم من مواجهة الأهرام العديد من الإشكاليات والتحديات بعد تطبيق التحول الرقمي إلا أنها استطاعت ابتكار العديد من الطرق وسبل التكيف مع هذه التحديات في إطار الإمكانات المتاحة والكوادر المؤهلة داخل مؤسسة الأهرام.
- أوضحت نتائج الدراسة أن التحول الرقمي وتقنياته ساعد الصحفيون بمؤسسة الأهرام على إتقان العديد من المهارات التي تمكنهم من التعامل بسهولة مع متطلبات الصحافة الرقمية وذلك يخدم اتجاه مؤسسة الأهرام نحو التحول الرقمي، فقدمت مؤسسة الأهرام التسهيلات والدعم للصحفيين بالمؤسسة من توافر إمكانات ودورات تدربية بشكل نسبي وهذا ما اتفق مع مستوى رضاء الصحفيين بمؤسسة الأهرام حول تطبيق التحول الرقمي وتقنياته واتفقت نتائج الدراسة مع نتائج دراسة (Mosharrof,2022) التى أكدت أن دمج التكنولوجيا في الصحافة أحدث ثورة في الممارسات الصحفية، كما أنتج التحول من عمليات الوسائط التقليدية إلى عمليات الوسائط الرقمية نطاقات جديدة تنطوي على تحديات وصعوبات؛ حيث أصبحت صحة الأخبار والمعلومات موضع شك، ولذلك اقترح المشاركين الرئيسون في المقابلة أنه من الضروري ضمان اختيار الصحفيين ذات المعرفة التكنولوجية المناسبة للتعامل مع مثل هذه الظروف حتي نستطيع تفادي وإصلاح المشكلات التي قد تنجم عن التحول الرقمي.
- كشفت نتائج الدراسة تحقق عوامل النظرية الموحدة لقبول واستخدام التكنولوجيا حيث تحقق عامل الأداء المتوقع وأيضًا الجهد المتوقع أو كما يطلق عليه البعض سهولة استخدام التقنية حيث يعتبر مؤشرًا للنية السلوكية التي توافرت لدى الغالبية العظمى من عينة الدراسة الذين أدراكوا أهمية تطوير مهاراتهم في المجال التكنولوجي بشكل عام وبالتحول الرقمي وكيفية استخدام تقنياته بشكل خاص فهم بحاجة لتطوير أدائهم المهني ليواكبوا التطورات التقنية، كما أشاروا أنهم بحاجة إلى بناء مهاراتهم دائما وإن لم يفعلوا فيكونوا بكل تأكيد خارج سوق العمل الصحفي بالإضافة إلى تحقق عامل التأثير الاجتماعي الذي كان ذا اتجاه سلبي حيث يطالب الصحفيون الإدارة بالتحديث ولكن تكون الاستجابة من قبل الإدارة بطيئة بسبب الروتين، فعلى الرغم من إدراك مؤسسة الأهرام لأهمية تطبيق التحول الرقمي وأهمية التدريب والتأهيل إلا أنها توفر الإمكانات والتدريب اللازمين فقط لإنجاز العمل وهذا يتفق مع دراسة (نفيسة صلاح الدين، 2020) التي خلصت إلى أنه على الرغم من وجود وعي بأهمية التحول الرقمي والتدريب والتأهيل لدى الرؤساء واتفاق معظمهم على السيناريو الكلى نحو غرف الأخبار الرقمية الحديثة إلا أنه يتم إعداد المحررين وغرف الأخبار بالإمكانات والمهارات العملية الضرورية لتحقيق هذا السيناريو وانتهت الدراسة إلى هيمنة الواجبات التقليدية على الأدوار المهنية للصحفيين في حين تراجعت الأدوار الحديثة وهو ما ينفى وجود المحرر المتكامل الذي يجمع بين الواجبات التقليدية والأدوار التقنية الحديثة لمواكبة كل ما هو جديد، أشارت الغالبية العظمى من الصحفيين أن التأثيرات الناجمة عن تطبيق التحول الرقمي بمؤسسة الأهرام تأثيرات إيجابية واتضح أيضًا أن اتجاه الصحفيين العاملين بمؤسسة الأهرام نحو تطبيق التحول الرقمي بالمؤسسة اتجاه إيجابي، ويلاحظ من كل هذه المؤشرات تقبل الصحفيين بمؤسسة الأهرام لتطبيق التحول الرقمي وإدراكهم وإيمانهم بأهميته وقدرته على تطوير المؤسسة وتطوير العمل الصحفي أيضًا بالإضافة إلى تأثيره على مستقبل الصحافة بشكل عام.
- أوضحت نتائج الدراسة أن الصحفيين العاملين بالإصدارات الرقمية مثلوا الاتجاه الإيجابي نحو تطبيق التحول الرقمي واستخدام تقنياته حيث كان الصحفيون نشطاء، أي أنهم يستخدمون ويختارون تطبيق التقنيات الحديثة في أعمالهم الصحفية طواعية من تلقاء أنفسهم إدراكًا منهم بأهميتها وبضرورة مواكبتها، بينما مثل الصحفيون العاملون بالإصدارات الورقية الاتجاه السلبي ويكون فيه الصحفيون سلبيين أي يستخدمون التطبيقات الحديثة نتيجة توجيه الآخرين لهم أو فرض من المؤسسة عليهم.
- أوضحت نتائج الدراسة الميدانية أن المحتوى الذي ينشر من خلال منصات الأهرام الرقمية قد مر بالعديد من التغيرات على مستوى إنتاج المحتوى الصحفي؛ حيث صممت مؤسسة الأهرام نظامًا حديثًا لإنتاج المواد التحريرية، واستخدمت أيضًا برامج حديثة لإنتاج القصص الخبرية ومعالجة النصوص والصور وأصبح العمل داخل المؤسسة رقميًا بشكل نسبي واتفقت نتائج الدراسة مع نتائج تلك الدراسات: ,2020) (Kvarantan، 2022)، (Kumar فأكدت الدراسات على أن التحول الرقمي وتقنياته ساعدت في تطوير طرق إنتاج وجمع وصياغة المعلومات والأخبار وهو ما يدخل في صميم العمل الصحفي، حيث يسهم بشكل كبير في تطوير العمل الصحفي خاصة فيما يتعلق بجمع وتحرير المعلومات والبيانات التي يتم إنتاجها إلكترونيًا وأيضًا مكنت المؤسسات من تطوير أشكال جديدة من عرض المحتوى الصحفي .
- أظهرت نتائج الدراسة أن مؤسسة الأهرام لم تستفد من تقنيات التحول الرقمي بالشكل الأمثل، وقد وجدت الباحثة من خلال مناقشة الصحفيين العاملين بالإصدارات الرقمية بمؤسسة الأهرام أن لديهم خلطًا بين مفهوم التحول الرقمي وتقنياته والذكاء الاصطناعي، مثال: إن الربط بين الموقع الصحفي الخاص بهم وبعض المواقع الحكومية لا يعد من أدوات الذكاء الاصطناعي.
- اقتصرت الاختلافات التي طرأت على غرف الأخبار في المؤسسات القومية على الجوانب الإدارية المتبعة لتنظيم العمل اليومي حيث انتقلت الاجتماعات من غرفة الاجتماعات في المؤسسة- المجهزة بإمكانات تحتاج إلى تحديث وتطوير- إلى البرامج الافتراضية مثل Zoom، What’s up، Messenger، Google Meet.
- تبين من نتائج الدراسة أن المؤسسات الصحفية القومية لم تهتم بتدريب وتطوير الصحفيين في الإصدارات الورقية، واقتصر التدريب والتطوير على الصحفيين العاملين بالإصدارات الرقمية بالمؤسسة ولم يكن هذا التدريب بالشكل الكافي ولا بالشكل المنظم وكان يغلب على التدريب بالمؤسسات الصحفية القومية الجهود الذاتية من قبل الصحفيين مما من يملكون الدافع والرغبة للتطوير وامتلاك المهارات والقدرة على استخدام وتوظيف تقنيات التحول الرقمي بالعمل الصحفي.
- أشارت نتائج الدراسة إلى أنه على الرغم من من إدراك المؤسسات الصحفية القومية لأهمية إدراج التحول الرقمي وتقنياته، والاستفادة منه إلا أنها لا تملك خططًا للتطوير وفقا لما يتطلبه تطبيق التحول الرقمي وتقنياته، كما اتضح أيضًا أن المواقع الصحفية التي ليس لها أصل ورقي أكثر قبولًا لتبنى التحول الرقمي وتقنياته ولها خطط مستقبلية للتطوير في ضوء ما يتاح لها من إمكانات مادية.
- أظهرت نتائج الدراسة أن المعوقات الإدارية تمثل أهم المعوقات التي تتسبب في عدم تبني المؤسسات الصحفية وخاصة القومية ذات الشعبية والقبول الجماهيري الذي يمنحها استقرارًا إلى حد ما في السوق الإعلامي، تليها المعوقات الاقتصادية التي يعاني منها المؤسسات الصحفية وخاصة القومية التي تعانين من ضغوط مادية كبيرة تعوق جهود التطوير، يليها المعوقات التقنية ثم المعوقات التشريعية؛ حيث أجمع الغالبية العظمى من عينة الدراسة على أهمية تطوير مواد القانون لتنظيم هذه البيئة الجديدة وما قد يصاحبها من جرائم، ومخالفات ليس لها نصوص تنظيمية في القانون الحالي وأخيرًا جاء تأهيل الكادر البشري كنتيجة طبيعية تترتب على ما سبقها.
- كما أكدت الغالبية العظمى من عينة الدراسة أنهم لا يعتقدون بوجود سلبيات كبيرة ستترتب على استخدام التحول الرقمي في المؤسسات الصحفية القومية، وقد تمثلت بعض السلبيات وفقا لما ذكره الصحفيون عينة الدراسة في: إن يفقد بعض الصحفيين، والمحررين وظائفهم وخاصة القائمين بوظائف التدقيق اللغوي، والترجمة، والإخراج الفني، بالإضافة إلى ارتفاع سقف احتياجات الجمهور، الذي سيزيد من الضغوط على المؤسسات الصحفية.
- وأكدت الغالبية العظمى من عينة الدراسة أن التحول الرقمي وتقنياته سيؤدى إلى تطوير البيئة الصحفية وتمثلت أهم الإيجابيات التي ذكرها الصحفيون في: تعدد طرق وأشكال نشر المحتوى الصحفي، سرعة انتشار المحتوى، تقديم رؤى مختلفة للقصص الإخبارية تتماشى مع احتياجات الجمهور، بالإضافة إلى تيسير عمل الصحفيين ومساعدتهم في تقديم محتوى مختلف، كما ستساعد الصحفيين أيضًا على تيسير بعض المهام الخاصة بالترجمة، الإخراج، التصميم بالإضافة إلى ذلك قد يقدم التحول الرقمي وتقنياته وظائف مختلفة في المؤسسات الصحفية كمحلل البيانات.