![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد توصلتُ من خلال دراستي لهذا البحث إلى عدة توصيات من أبرزها ما يلي : 1) التأكيد على أن التجديد لا يعنى بأي حال من الأحوال المساس بتراث العقيدة والعبادات وما ورد في الكتاب والسنة من أحكام قطعية، وإنما يعنى إعمال العقل والفكر في شكل الحياة المعاصرة التي أوجدتها المتغيرات التي حدثت في العالم، لاستنباط الأحكام المناسبة لها من أدلتها الشرعية ومن ثم فلا مجال للتخويف من أن التجديد قد يؤدي إلى دخول أفكار غريبة عن الشريعة فيها أو الأخذ بأحكام تناقض مقاصدها تحت شعار التجديد. 2) توضيح أن التجديد لا يعني إلغاء أو إهدار جهود المجتهدين السابقة، وإنما يوجب استصحابها لاستخراج ما يناسب ظروف العصر منها دون التقيد برأي فقهي معين أو مذهب بعينه كما يوجب الاسترشاد باجتهاداتهم في استنباط أحكام المستجدات التي لم يعالجونها في كتبهم وكل ذلك في إطار اجتهاد جماعي تتولاه المجامع الفقهية أو الهيئة المعنية بذلك في البلاد، ويصدر به تشريع من ولى الأمر (السلطة التشريعية). 3) ضرورة اهتمام الجامعات بتدريس مناهج البحث العلمي لمختلف طلاب الجامعات مع تضمينها كافة المدارس العلمية التي بينت في الدارسة والبحث. 4) ويعتبر التجديد في الفكر الإسلامي لا يعنى إهمال ثوابت الدين أو الخروج على مسلمات، بل يستهدف العودة بالإسلام نقيًا صافيًا كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكما يتضح في مصادر الإسلام الأساسية، وإعادة نضارته ورونقه وبهائه ليواكب حركة الحياة مخلصًا إياه مما ران على هذه المسيرة من الشوائب والغلو أحيانًا وتفريط وانكفاء على الذات أحيانًا أخرى. 5) ضرورة مراعاة المبادئ الأساسية التي يجب أن تسود الحياة الفكرية والعلمية والثقافية في المجتمعات العربية والإسلامية، ومن أهمها : حرية البحث العلمي، ومراعاة مستجدات الحياة وإيجاد الحلول لمختلف مشكلات الأمة العربية. |