الفهرس 
ظاهرة الاستعمار في العصور القديمة والوسطىيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 436 |  |  |
| | | from | 436 | | |
المستخلص
يعد الاستعمار الصليبي لفلسطين وبلاد الشام، من أكبر الحركات الاستعمارية الاستيطانية في العصور الوسطى. حيث مثل الصراع الصليبي الإسلامي، صراعًا بين حضارتين: الحضارة العربية الإسلامية، والحضارة الغربية الأوروبية. واستمر هذا الصراع قرابة قرنين من الزمان ـ والذي كان بمثابة إرهاصًا لحركة التوسع الاستعماري الأوروبي في المنطقة العربية.
وهذه الدراسة هي بمثابة محاولة لإلقاء الضوء على النظم الاجتماعية والقانونية للكيان الصليبي في بلاد الشام. هذا الكيان الذي احتفظ بأنماط حياته الاجتماعية والثقافية الأوروبية. ونقل الصليبيون قوانينهم ونظمهم الإقطاعية التي عاشوا في ظلها في الغرب الأوروبي إلى الإمارات والمستوطنات المحتلة في بلاد الشام. ولم يمنعهم ذلك من إجراء التعديلات وابتكار النظم الجديدة، التي تتناسب مع أوضاعهم المتقلبة في بلاد الشام، وتهدف إلى ترسيخ الأسس والقواعد التي تضمن استمرار هذا الكيان الاستعماري في المنطقة العربية.
وتمكّننا دراسة نظم القانون العام، والخاص للكيان الاستعماري الصليبي؛ من الحكم على قوة أو ضعف هذا الكيان. فمن خلال دراسة نظم الحكم والإدارة، ونظام الجرائم والعقوبات، والتنظيم المالي، والتنظيم القضائي، يمكن قياس مدى قوة أو ضعف هذه النظم المختلفة وتأثيرها على استقرار أوضاع الصليبيين في بلاد الشام. بالإضافة إلى تحديد أوجه الخلل التي أدت إلى انهيار هذا الكيان في نهاية الأمر.
ومن خلال دراسة نظم القانون الخاص؛ يمكن التعرف على التنظيم الاجتماعي للمجتمع الصليبي والتقسيم الطبقي للسكان في هذا المجتمع ـ المتعدد الأعراق والأجناس ـ وعلاقاتهم الاجتماعية. ومدى تأثير هذا التنوع السكاني، والصراعات الداخلية بين طبقات المجتمع الصليبي على وحدة وتماسك الكيان الصليبي.