Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
طب النساء والولادة في المغرب والأندلس من القرن الرابع حتى التاسع الهجري/العاشر حتى الخامس عشر الميلادي :
المؤلف
شهاب الدين، محمد سعيد أبواليزيد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد سعيد أبواليزيد شهاب الدين
مشرف / علي سليمان محمد
مشرف / عزيزة زايد مصطفى
مناقش / ناريمان عبدالكريم
مناقش / عبدالرحمن علي بشير
الموضوع
المغرب - تاريخ - العصر الأندلسي. الأندلس. طب النساء.
تاريخ النشر
2024م.
عدد الصفحات
248ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
9/5/2024
مكان الإجازة
جامعة المنوفية - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 273

from 273

المستخلص

تعد مهنة الطب من المهن السامية، فهي رحمة من الله لعباده، وذلك للحفاظ على الصحة التي هي قوام حياة النفس البشرية، وللحضارة الإسلامية إنجازات واضحة، أدت إلى تطور هذه المهنة ورقيها.
لذلك يعد تخصص النساء والتوليد والأطفال الخدج والرضع من أهم وأدق فروع هذا العلم وأكثرها خصوصية، وأمام هذا القدر الكبير من الأهمية التي بينت حقيقة مضمون موضوع طب النساء والولادة في المغرب والأندلس من القرن الرابع حتى القرن التاسع الهجري/ القرن العاشر حتى القرن الرابع عشر الميلادي، بما تشمل من قضايا ونتائج، وجدارته في أن يصبح موضوعًا للبحث والتقصي، نبعت فكرة وموضوع هذه الدراسة.
تطرق البحث فيها عن مفهوم طب أمراض النساء والتوليد عند المسلمين في المغرب والأندلس. ودراسة كافة عمليات التحول لتشكيل ثقافتنا الخاصة بداية بالنيل من معين جيراننا وحضارات خطت خطواتها الأولى قبلنا، مرورًا بوضع اللبنات الأولى في حضارة مغربية أندلسية لها خصائصها وفضلها على العالم الغربي الحديث. ورصد محاولات بناء هذه النهضة العلمية الفكرية ومراحل نموها. بداية من الاقتباس والتقليد نهاية بالسبق والتجديد والابتكار.
أما السبب في اختيار هذه الحقبة دون غيرها كونها عصر الازدهار وتكامل المعرفة الطبية والعلمية، وانتهاء بسقوط هذا الصرح الحضاري العظيم مع أفول حضارة المسلمين في الأندلس.
يعد طب النساء والتوليد من الموضوعات شديدة الحرج والحساسية عند تناولها وخصوصًا حين يتعذر على القابلة القيام بها، ويتعين على طبيب من جنس الرجال القيام بها بما يتنافى مع النخوة والشهامة العربية، وكذا تعليمات الدين الإسلامي التي تدعو للستر والاحتشام.
فضلًا عن كونه تخصصا دقيقا؛ فنحن لا نبحث في الطب عمومًا بل نتشعب إلى تخصص فيه، ونبحث عن المعلومات التي وصلت إلينا بشأنه فقط، وهي رغم وفرتها لكنها متشعبة تحتاج قدرًا كبيرًا من تأمل المصادر ، والبحث عن وقائع حياتية وقعت بالفعل.
ولقد تم تقسيم البحث إلى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول، يحتوي كل فصل على عدة مباحث.
يتضمن الفصل الأول: ثلاثة مباحث يتناول المبحث الأول الرحلة العلمية وتوصيفها، ويتناول المبحث الثاني علوم الأوائل والتي تعد اللبنة الأولى لهذه الحضارة، بدأت ترجمة علوم الأوائل قبل بداية تدوين العلوم الإسلامية؛ ولذا سماها مؤرخو العلوم بالعلوم الدخيلة؛ أي أنها وليدة بيئة وثقافة خارجتين عن إطار البيئة الإسلامية واللغة العربية، وهنا طُرحت مسألة الدخيل والأصيل في اللغة العربية ثم مرحلة التدوين التي بدأت بالعلوم الإسلامية، والمبحث الثالث يتناول وصفًا دقيقًا لمنجزات هذه الحضارة وأثرها في بناء الحضارة الأوربية.
وتحدث الفصل الثاني عن الطرق التقليدية المتبعة للفحص والتشخيص والعلاج لأمراض النساء المختلفة. والتطوير الذي أضافه علماء المسلمين ، وعقد مقارنة وافية بين القديم والذي أضافه العلم الحديث في زماننا المعاصر، وتضمنت ثلاثة مباحث الأول: الجهاز التناسلي للمرأة تشريحيًا ووظيفيًا، والمبحث الثاني عن تقسيم أمراض النساء وأنواعها، وكيف تعامل معها أطباء المغرب والأندلس وابتكروا لها الأدوية والعلاجات المناسبة، والثالث يتناول مسألة الإخصاب والعقم.
ويقدم الفصل الثالث الولادة كحدث متكرر منذ قديم الأزل؛ ومصدر استمرارية الحياة الإنسانية، وكيف تحول من طور البداوة والتقليد لتلك الصورة المتقدمة المذهلة، والتي أضفت سمتًا خاصًا جعلت طب النساء والولادة، أقرب شكلًا لطب الولادة الحديث.
وقد بدأت المبحث الأول بمعلومات عن الحمل وفق متوفرات هذا العصر، أما المبحث الثاني فيتناول الولادة الطبيعية والمتعسرة ومضاعفاتها وطرق التعامل معها من منظور أطباء تلك الفترة، ومتى بدأت فكرة ولادة البطن(القيصرية). أما المبحث الثالث فتعرض لمسألة القبالة ودورها المهم جدًا، لا في مسألة المساعدة في التوليد ومداواة النساء بل تطرقنا لدورها الحيوي جدا في السياسة والمجتمع والقضاء، وتطرقنا لامتداد أثر طب النساء والتوليد في مرحلة ما بعد السقوط ولو أنه ينكأ جراحًا لم تندمل؛ لكنه يبين القدر العظيم من الثقة التي أولاها ملوك القشتاليين للقابلات المسلمات؛ لما لهن من خبرة وباع طويل في علوم التخصص المتوارثة من الأندلس في عصور ازدهارها، فخالفوا مواثيقهم التي تحرم على المرأة المسلمة الاطلاع على عورة امرأة قشتالية، واحتفوا بالقابلات المسلمات وأولوهن ثقتهن الكبيرة.
ويناقش الفصل الرابع: حديثي الولادة وطريقة التعامل مع المولود فور ولادته، ، أما المبحث الثاني فيتناول الأمراض الشائعة التي يتعرض لها حديثو الولادة، وختمناها بالرضاعة وتغذية الصبيان، كما أشرنا إلى جراحات الأطفال المتخصصة وخصوصًا الختان كجراحة حتمية شهيرة تعد حدثًا سعيدًا له طقوس ومراسم خاصة. وعن دور السلطة في توجيه الحركة العلمية، وفي إقامة المجامع اللغوية ، ولكن هل كان هذا العمل مجرد محاكاة وتقليد لما كان عليه أمراء المشرق. أم أن ّهذا العمل تحركه أسباب وحوافز أخرى؟ ألا يدل ذلك على استقرار الأحوال واطراد العمران والحضارة ؟ أم هو مؤّشر على وجود حالة من التفكك أو ضغوط داخلية وخارجية محيطة بالمجتمع الأندلسي. الشيء الذي أدى بالسلطة أن تعمل على تأسيس الحركة العلمية بالأندلس.
وكان من أهم المعالم التي حددت مصير الطب في الأندلس هو معلم النزعة التأصيلية التي ميزت الحركة العلمية والثقافية الأندلسية، وتمثلت في بروز ابن جلجل بأول موسوعة طبية في القرن الرابع الهجري عرفت باسم طبقات الأطباء والحكماء، تعد من أهم مصادر تاريخ الطب .
أهم روافد المغرب والأندلس الطبية كانت عبر انتقال كتب المشارقة إليهما، بعد فترة سابقة من سيطرة أطباء النصارى المسئولين عن الطب في الأندلس معتمدين على كتاب الأبرشيم.
تطورت مهنة الطب سريعًا وبلغت منزلة أطباء المغرب الإسلامي مكانة رفيعة.
بدأت ممارسة الأطباء الطب في منازلهم في عهد الإمارة، ولعل أميز ابتكارات الأطباء الأندلسيين هو فكرة تخصيص دور لاستقبال المرضى فيها وعلاجهم وأسموها بيت الطبيب، ما يصح أن يطلق عليه في زماننا المعاصر ”العيادات”، ويدفع المريض مبلغا ماليا مقابل علاجه ”الفيزيتا”.
كانت البداية الفعلية لتقدم الطب كانت في أيام الأمير الأموي محمد بن عبد الرحمن ، ولكنها بلغت أوج ازدهارها في عهد الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث.
وقد ابتكر المستنصر ديوانًا جامعًا لأسماء كل من يحترف مهنة الطب، (وكأنه سجل قيد نقابي) يسقط منه كل من يرتكب خطأً متعمّدًا يستوجب إنزال العقوبة به.
برزت أسرة بني زهر في فترة تعد من أزهى عصور الحضارة والتقدم العلميّ، على الرّغم من وجود الكيانات السّياسيّة المتنازعة فيها بينها.
كذلك حقق علم الطب والصيدلة نتائج علمية باهرة في عصر ملوك الطوائف شهد لهم العالم بها، وتشهد على ذلك مؤلفاتهم التي تركوها وعمل بها الشرق والغرب لسنين طويلة، كونها قائمة على العلم التّجريبيّ والبرهانيّ النّظريّ.
وقد مارس كثير من الأطباء التشريح لأهميته القصوى وبرعوا فيه مثل الزهراوي وابن رشد، ودعوا دارسي الطب لتعلمه .
وتبين من البحث أنّ دراسة الطب قديمًا كانت تربو على السبع سنوات، وهي دراسة عملية يقوم فيه الطبيب المعلم بفحص المريض وسؤاله لتحديد مرضه، ثم يدعو الطالب لعمل ذلك، ومن خلال تبادل الأسئلة والملاحظات بين الأستاذ والطالب تتم عملية الإعداد.
كما أنّ هناك امتحان عملي في نهاية فترة الدراسة، يمنح بعدها الطالب ما يشبه رخصة مزاولة المهنة اليوم موقعة من أساتذته.
كما اتضح لنا أن العلم حلقة متصلة، ليس له وطن وأنه إرث حضاري ينتقل من مجتمع لآخر.
توغل مكانة طبيب النساء والقابلة في قلب المجتمع الأندلسي وأزماته الفقهية والقضائية وكونه شاهد حسم في قضايا الميراث والنكاح والطلاق وغيرها .

وكشفت الدراسة مدى براعة علماء المسلمين في تشريح الرحم، واكتشاف الأورام السرطانية، والتعامل مع الولادات المتعسرة وحالات الحمل شديد الخطورة، والعناية الفائقة بالمواليد.
أثبتت المرأة في المغرب الإسلامي جدارتها في مجال طب النساء والتوليد، وبلغت كثيرات منهن شأوًا عظيمًا، ونلن شهرة عظيمة وزاحمن الرجال، وحظين بمكانة مرموقة لدى الخلفاء، وسمح لها المجتمع الأندلسي بمشاركة إيجابية فاعلة.