Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأبعاد التربوية لمفهوم الاستخلاف في ضوء القرآن الكريم /
المؤلف
خشان، السيد محمد أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / السيد محمد احمد خشان
مشرف / سعيد اسماعيل على
مشرف / عبد الودود محمود مكروم
باحث / السيد محمد احمد خشان
الموضوع
الاستخلاف - القرآن الكريم. التربية الإسلامية.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
267 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2007
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية التربية - اصول التربيه
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 274

from 274

المستخلص

لقد كرم الله تعالى الإنسان وجعله خليفته فى الأرض ،وحمله مهام لابد عليه أن يؤديها فى حياته الدنيا ، وتلك المهام هى الإعمار والإصلاح فى الأرض وفق منهج الله (البقرة:30). وحتى يستطيع الإنسان الوفاء بتلك المهام وهبه الله إمكانات فى نفسه (مقومات الفاعلية الإنسانية)، وسخر له إمكانات الكون.وقيم الإيمان هى التى تدفع الفاعلية الإنسانية لاستثمار إمكانات الكون فى إنجاز الإعمار والإصلاح فى الأرض،وحماية البيئة الكونية من الفساد، وصيانة منجزات الإنسان الحضارية(المادية والمعنوية) من التدمير. والقرآن الكريم يرشد الإنسان لأبعاد مفهوم الاستخلاف ،وتلك الأبعاد هى : 1- العلم والمعرفة :حيث يستطيع الإنسان عن طريق معرفة إمكانات الكون إثراء قيم الإيمان لديه ، واستثمار إمكانات الكون فى إنجاز مهام رسالته فى الأرض. 2- الأخلاق الإسلامية : حيث يستطيع الإنسان عند التمسك بها الحفاظ على التوازن البيئى ، والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية فى تحقيق مهامه الحضارية فى الأرض ،وحماية البيئة الطبيعية من التلوث ،والمحافظة على مواردها من الاستنزاف. 3- العمل: وبه يتمكن الإنسان من جعل الأشياء ذو قيمة إجتماعية وحضارية. وحتى تستطيع التربية بناء إنسان الاستخلاف عليها : تأكيد المكانة الوجودية للإنسان فى الكون فى نفوس الناشئين ، وتحقيق البناء العلمى والمعرفى فى شخصياتهم ، وغرس ضوابط الأخلاق الإسلامية فيهم ،وإعدادهم للعمل الصالح الذى تعمر به الدنيا. مشكلة الدراسة : يمكن إبراز مشكلة الدراسة فى مجموعة الأسئلة الآتية : 1- ما مفهوم الاستخلاف كما ورد فى القرآن الكريم ؟ 2- ما أبعاد مفهوم الاستخلاف كما يعرضها القرآن الكريم ؟ 3- ما دور التربية فى بناء الإنسان القادر على الوفاء بمهام الاستخلاف ؟ أهداف الدراسة : 1- محاولة استجلاء مفهوم الاستخلاف (المكانة الوجودية للإنسان فى الكون ) كما يعرضه القرآن الكريم. 2- تنبيه المسلم إلى مهمته الحضارية فى الأرض. 3- محاولة إثراء مكتبة الدراسـات الحضـارية ، والمتعلقة بتفعيل دور الإنسان المسلم اليوم فى عمارة الأرض ، وإبداع حضارة إسلامية . 4- محاولـة إبـراز دور التربية فى بنـاء الإنسان القادر على الوفـاء بمهـام الاستخلاف. أهمية الدراسة : 1- قلة الدراسات فى مجال التربية الإسلامية بوجه عام. 2- عدم وجود دراسات تربوية تتناول مفهوم الاستخلاف. 3- الأهمية القصوى لمفهوم الاستخلاف فى القرآن الكريم. منهج الدراسة : ا- المنهج الأصولى: حيث استخدمه الباحث لتحديد المواضيع التى تتناول خلافة الإنسان فى الأرض(المكانة الوجودية للإنسان فى الكون)، ومحاولة تحليلها مـن خلال عدد من كتب التفاسير، لاستجلاء تلك المكانة،ومقومات مفهوم الاستخلاف وركائزه ومضامينه وأبعاده الحضارية. ب- منهج التحليل الفلسفى:حيث تحددت مشكلة الدراسـة الحالية فى وجود فجوة بين رسالة الإنسـان فى الأرض،وما يقوم به المسلم فى الواقـع،ومن ثم فقـد اتجهت الدراسات الحاليـة إلى توضيح المقصود بمفهوم الاستخـلاف ،مع بيان مقوماته وركائزه ومضامينه وأبعـاده الحضارية،بما يمكن فى النهاية من وضع تصور مقترح لتفعيـل دور التربية فى بناء الإنسان القادر على الوفـاء بمهـام الاستخلاف. حدود الدراسة : ستقتصر الدراسة الحالية على دراسة الآيات القرآنية التى تتناول قيمة الإنسان ومنزلته فى الكون ، والآيـات التى تبرز خلافة الإنسـان فى الأرض ومهامهـا وأبعادها،ثم محاولة تحليل تلك الآيـات بالرجوع إلى كتب التفاسير لاستخلاص دلالات مفهوم الاستخلاف فى سلوك الإنسان المسلم. نتائج الدراسة: فى ضوء المعالجة الفكرية لنقاط الدراسة أمكن للباحث أن يستخلص عددا من النتائج التى يمكن إيجازها فيما يلى : 1- فيما يتعلق بالسؤال الأول من مشكلة الدراسة والخاص بتوضيح مفهوم الاستخلاف ، فقد تبين مايلى: • أن الاستخلاف يعنى:قيام الإنسان بتطبيق الأوامر والنواهى الإلهية،بما يؤدى إلى الترقى الروحى:عقلا وفضيلة،والمادى:باستثمار المسخرات الكونية فى تعمير الأرض وإصلاحها وفق منهج الله. • أن مقومات الوفاء بمهام الاستخلاف هى : الفاعلية الإنسانية (القدرة على تحصيل العلم والمعرفة ، القدرة على الإختيار، قوى الإستطاعة)، والتسخير الإلهى لإمكانات الكون للفاعلية الإنسانية. وقيم الإيمان هى الركائز التى تؤلف بين الفاعلية الإنسانية و إمكانات الكون، وتركب منها ما تقتضيه الخلافة من إعمار وإصلاح فى الأرض. • أن مضامين خلافة الإنسان فى الأرض هى العمارة المادية المرتكزة على قيم الإيمان ، وصيانة البيئة الكونية من التلوث ،والمحافظة على الموارد الطبيعية من الاستنزاف ، وحماية منجزات الإنسان الحضارية (المادية والمعنوية) من التدمير. 2- وفيما يتعلق بالسؤال الثانى من مشكلة الدراسة والخاص بالتعرف على أبعاد مفهوم الاستخلاف ، فقد تبين أن: • تلك الأبعاد هى : أ- العلم والمعرفة : حيث يستطيع الإنسان التعرف على إمكانات الكون ، فتثرى لديه قيم الإيمان ، كما يستثمر تلك المعرفة العلمية فى إنجاز تطبيقات يقصد من ورائها الإعمار والإصلاح فى الأرض. ب-الأخلاق الإسلامية :وهى تلك الضوابط المنظمة للسلوك الإنسانى التى يحددها الوحى لتنظيم العلاقة بين الإنسان والكون ،و التى يجب على المسلم التمسك بها حتى يتمكن من الحفاظ على التوازن البيئى للكون،و الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية فى تعمير الأرض،وحماية البيئة من التلوث،والمحافظة على الموارد الطبيعية من الاستنزاف. جـ-العمل الصالح : وهو الجهد الإرادي : العقلي و البدني الذي يتضمن على الأشياء المادية وغير المادية، وعن طريقه يستطيع الإنسان تلبية احتياجاته الحياتية ، وتحقيق الشهود الحضارى للأمة الإسلامية.وحتى يوفى العمل بتلك المهام يجب على المسلم الإلمام العلمى الكامل بالأسس النظرية للعمل الذى يقوم به ، والالتزام بالأخلاق الإسلامية فى عمله ، والإحسان فيه. • إن أهم صفات الإنسان المسلم المتسقة مع أبعاد مفهوم الاستخلاف هى :أنه مؤمن بالله ، وذو عقلية علمية منهجية إسلامية ،ومتخلق بالأخلاق الإسلامية فى تعامله مع المسخرات الكونية ، وذو إرادة قوية ،وجسم قوى وصحة جيدة،قادر بكل تلك الصفات على الوفاء بمهام خلافته فى الأرض. 3- وفيما يتعلق بالسؤال الثالث من مشكلة الدراسة والخاص بدور التربية فى بناء الإنسان القادر على الوفاء بمهام الاستخلاف ، فقد تبين مايلى : • أن التربية (فى إطار الإسلام ) تتحمل مسئولية تأكيد المكانة الوجودية للإنسان فى الكون ، وذلك بتبصير الناشئين بمهام الإنسان فى الأرض، وغاية وجوده، وتربيتهم على الإحساس بالكرامة وعزة النفس،وتنشئتهم على أن الإنسان أعز وأكرم من كل شئ مادى ، وأن تستهدف التربية إحداث التنمية الشاملة ،المتكاملة،المتوازنة لكل إمكانات الإنسان،وتعويد الناشئين على الأمانة فى الأمور الدينية والدنيوية،وتربيتهم على تحمل المسئولية الفردية والاجتماعية،وبناء الإرادة القوية فيهم لأداء مهام خلافة الإنسان فى الأرض. • أن التربية يجب أن تقوم ببناء الناشئين علميا:وذلك بتعريفه إمكانات الكون،ودلالتها على وحدانية الخالق وقدرته وعظمته (وإثراء القيم الإيمانية لديهم ) ، وتدريبهم على اكتشاف إمكانات الكون عن طريق التأمل فى خلق السماوات والأرض، وتنمية الميول الإيجابية لديهم نحو العلم والمعرفة،وتحقيق السبق فيهما،وتكوين مواقف سليمة من علمية العلوم الشرعية والكونية معا،وتعليمهم استثمار العلم والمعرفة فى خير البشرية،وإنماء شخصياتهم وفق التصور الإسلامى للألوهية والكون والإنسان والحياة،والاهتمام بتنمية التفكير الإبداعى و الإبتكارى لديهم للتغلب على التحديات التى تواجهها الأمة الإسلامية، وتحقيق النهوض الحضارى. • أن التربية عليها مسئولية غرس مبادئ وضوابط الأخلاق البيئية الإسلامية فى نفوس المتعلمين،وذلك بتدريبهم على تطبيقها،وتربية المسئولية الأخلاقية فى ضمائرهم عن عناصر الكون ، وتقوية الإرادة الخيرة لديهم للمحافظة على تلك العناصر واستثمارها فى مهمة الإنسان فى الأرض. • أن التربية عليها مسئولية إعداد الإنسان للعمل الصالح ،ويتم ذلك بتبصير الناشئين بأهمية العمل فى تحقيق المهام الحضارية للإنسان فى الأرض، وتربيتهم على توجيه أعمالهم لله ، ولهدف تعمير الأرض وفق مراده تعالى،والتمسك بأخلاقيات العمل ،والإحسان فيه ،واستثمار أحدث معطيات العلم والتقنية فى أدائه، وتربيتهم على عدم الاستهانة بأية مهنة ،والكشف عن ميولهم وتوجيههم للتخصصات والمهن المناسبة لهم ،وإعدادهم علميا ومهنيا للاشتراك فى العمل المثمر،والمنتج الذى تعمر به الدنيا.