الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتعرض الإنسان في مجرى حياته لكثير من الأزمات والأوقات العصيبة تنجم عن طبيعـة الحياة نفسها ، فهو معرض للكوارث الطبيعية والحوادث والحـروب ولمشـكلات اجتماعيـة وأسرية ومهنية قد تسبب الإرهاق النفسي وتترك ً آثارا ً عابرة في بعض الأحيان وشديدة فـي أحيان أخرى ، وبفضل الله في خلقه القدرات التكيفية للإنسان فإنه ًًً غالبا ما يسـتطيع تجـاوز الأزمات والتغلب عليها بعد فترة زمنية تطول أو تقصر ، فهو مزود بجهاز مناعة نفسـي ، يشبه عمله عمل جهاز المناعة الجسدي ، يكتسبه خلال مراحل نموه ، ويساعده في التغلـب على المشكلات التي تواجهه . وتؤكد هذه الدراسة على العلاقة الوثيقة بين النفس والجسم ، متمثلة بفكـرة البحـث حـول التغيرات النفسية الناتجة عن إصابات الحروق ، حيث يواجه المصاب بالحرق عدة مشـكلات تبدأ بالألم الجسمي الناتج عن الإصابة ، وبعد الشفاء تظهر مشكلة التشـوه ، التـي تحـدث تغيرات في المظهر الشخصي للمصاب ، بالإضافة إلى ما تحدثه من تغيرات نفسية مختلفة ، قد تؤدى بالمصاب إلى الهلاك النفسي والجسمي . إن خبرة ألم الإصابة لها دور فعال ، حيث تؤدى هذه الخبرة إلى هبوط في الطاقـة النفسـية المنبعثة من الدوافع الفطرية ، ودوافع العدوان ، وقد يكون لخبرة الألم ارتباط لإحباط أي من هذه الدوافع ، وقد تؤثر خبرة الإصابة على تكوين الأنا الأعلى ، و بالتالي على صورة الجسم وتقدير الذات. (Richard A- strnbach, 1978, 206: 208) ثانيا : مشكلة الدراسة : - وتتلخص مشكلة البحث في محاولة الإجابة على التساؤلات الآتية : - ( 1 هل هناك فروق بين المصابين بالحروق ومن أجرى لهـم جراحـات تجميليـة و الأسوياء في الدفعات الغرزية الجزئية بابعادها الأربعة النظارية ، الاستعراضية ، السادية ، المازوخية ؟ ( 2 هل هناك فروق بين المصابين بالحروق ومن أجـرى لهـم جراحـات تجميليـة والأسوياء في الاكتئاب ؟ ( 3 هل هناك فروق بين المصابين بالحروق ومن أجرى لهـم جراحـات تجميليـة و الأسوياء في احتمالية الانتحار ؟ ( 4 هل هناك فروق بين المصابين بالحروق ومن أجرى لهـم جراحـات تجميليـة و الأسوياء في تقدير الذات ؟ ( 5 ما أهم ديناميات البناء النفسي لدى مصابي الحروق كمـا تكشـف عنـه الأدوات المستخدمة في هذه الدراسة والمتمثلة في المقابلة الإكلينيكية والمقاييس السيكومترية والاختبارات الإسقاطية ؟ ثالثا : أهمية الدراسة : - - 1 تعتبر الدراسة جديدة من نوعها على المستوى العربي – في حدود علم الباحث – من حيث اهتمامها بدراسة بعض المتغيرات النفسية لدى مصابي الحروق .وخاصة الدفعات الغرزية الجزئية .- 2 كما تنبع أيضا أهمية الدراسة في محاولة الكشف عن احتمالية الانتحار، حيث أثبتـت الإحصائيات خطورة الظاهرة . - 3 الخروج ببعض التوصيات والمقترحات للوقايـة مـن إصـابة (مصـابي الحـروق والتشوهات) بالاضطرابات النفسية . - 4 محاولة توضيح أهمية الخصائص والسمات الشخصية الإيجابية و دورها في المحافظة على صحة الإنسان وخاصة تقدير الذات والذي من شـأنه رفـع الـروح المعنويـة للمصاب والتخفيف من وطأة إصابته . - 5 طبيعة هذا البحث تعود بالفائدة لكافة العاملين مع هذا النوع مـن الإصـابات ، مـن ممرضين وأطباء و أخصائيين نفسيين وغيرهم من حيث تفهم العاملين في هذا المجال لطبيعة التغيرات النفسية الناتجة عن الإصابة بالحروق والتشوهات ، حيث يعد ً عاملا مساعدا في سرعة ونجاح الإجراءات العلاجية ، وذلك عندما تكون معاملة المعالجين لمرضاهم في ضوء الاستجابات النفسية والديناميات التي سبق لهم معرفتها . رابعا :أهداف الدراسة : - يحدد الباحث أهداف الدراسة فى : - - 1 تهدف هذه الدراسة إلى تشخيص استجابات مصابي الحروق ، والتنبؤ بمآلها وذلك في ضوء متغيرات الدراسة ، ومساعدة هؤلاء المصابين للتغلب على أحزانهم والتخفيف من وطأة حياتهم ، ونظرتهم السلبية للحياة . - 2 التحقق من البنية السيكومترية للاختبارات المستخدمة في الدراسة الحالية ومعرفة مدى ملائمة تلك الاختبارات لعينة الدراسة . - 3 التعرف على شكل العلاقة بين مصابي الحروق والدفعات الغرزية الجزئية . - 4 التعرف على الفروق بين المصابين بالحروق ومن أجريت لهم جراحات تجميلية والأسوياء في الدفعات الغرزية الجزئية والاكتئاب واحتمالية الانتحار وتقدير الذات . - 5 التعرف على البناء النفسي والدوافع الشعورية واللاشعورية لدى مصابي الحروق . - 6 الكشف عن دور جراحة التجميل في التخفيف من وطأة إصابات الحروق . خامسا :فروض الدراسة : - بعد استقراء الأطر النظرية والدراسات السابقة قام الباحث بصياغة الفروض الآتية : - - 1 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء والمصابين بالحروق ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في الدفعات الغرزية الجزئيـة بأبعادهـا الأربعة . ( النظارية ، الاستعراضية ، السادية ، المازوخية . وقسم الباحث هذا الفرض إلى ثلاثة فروض فرعية : - أ - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء والمصابين بالحروق، في الدفعات الغرزية الجزئية بأبعادها الأربعة . ب - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المصابين بالحروق ، ومـن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في الدفعات الغرزية الجزئية بأبعادها الأربعة . ج - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في الدفعات الغرزية الجزئية بأبعادها الأربعة . - 2 توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء والمصابين بالحروق ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في الاكتئاب . وقسم الباحث هذا الفرض إلى ثلاثة فروض فرعية : - أ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، والمصابين بالحروق في الاكتئاب . ب - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المصابين بالحروق ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في الاكتئاب . ج - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في الاكتئاب . - 3 توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء والمصابين بالحروق، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في احتمالية الانتحار . وقسم الباحث هذا الفرض إلى ثلاثة فروض فرعية : - أ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، والمصابين بالحروق في احتمالية الانتحار . ب - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المصابين بالحروق ، ومن أجري لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في احتمالية الانتحار . ج - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في احتمالية الانتحار . - 4 توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء والمصابين بالحروق ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في تقدير الذات . وقسم الباحث هذا الفرض إلى ثلاثة فروض فرعية : - أ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، والمصابين بالحروق في تقدير الذات . ب - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المصابين بالحروق، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في تقدير الذات . ج - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة في تقدير الذات . ثانيا : فرض الدراسة الاكلينيكى : - ما هي أهم ديناميات البناء النفسي لدى مصابي الحروق كما تكشف عنه الأدوات المسـتخدمة في هذه الدراسة والمتمثلة فى المقابلة الإكلينيكية والمقـاييس السـيكومترية ، والاختبـارات الاسقاطية . سادسا :عينة الدراسة : - تكونت عينة الدراسة الأساسية من ثلاث مجموعات : - المجموعة الأولى : وهى عينة مصابي الحروق ، وتكونت من ثلاثين ) 30) حالة 15 حالـة من الذكور ، و 15 حالة من الإناث ، وقد تم اختيارهم مـن مركـز الحـروق بالمستشـفى الجامعى بالمنصورة ، من المقيمين والمترددين . المجموعة الثانية : عينة الأسوياء و تكونت من ثلاثين ) 30) ً فردا 15من الذكور و15 مـن الإناث. المجموعة الثالثة : عينة من المصابين بعد إجراء عمليات تجميل بعد الإصابة بفترة زمنية ستة أشهر أو أكثر، ثلاثون ) 30) 15من الذكور و15 من الإناث ، من المترددين علـى مركـز الحروق بمستشفى المنصورة الجامعي . ولقد تم اختيار عينة الدراسة الأساسية بالطريقة العمدية حيث اعتمد الباحث عنـد اختيـاره للعينات الثلاث على بعض المحكات الخاصة بكل مجموعة من الثلاث . ولقد راعى الباحث عند اختيار المجموعات الثلاث تحقيق التكافؤ في متغيرات السن والحالـة الاجتماعية والمستوى التعليمي . سابعا :أدوات الدراسة : - إستخدم الباحث مجموعة من الأدوات وهي : - - 1 مقياس الدفعات الغرزية الجزئية إعداد / حسين سعد الدين الحسينى،1997 - 2 مقياس الاكتئاب(د) BDI- II إعداد – غريب عبدالفتاح غريب . 2000 - 3 مقياس احتمالية الانتحار (ترجمة وتقنين عبدالرقيب أحمد البحيرى 2003 - 4 اختبار تقدير الذات للمراهقين والراشدين ( إعداد عادل عبدالله محمد ، 1991 - 5 المقابلة الاكلينيكية - 6 اختبار تفهم الموضوع ثامنا : الأساليب الإحصائية : - - 1 المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية . . T. Test -2إختبار ت - 3 أسلوب التحليل العاملى . - 4 إختبار كا2 . تاسعا : نتائج الدراسة : - - 1 نتائج الدراسة السيكومترية : الفرض الأول : أ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء والمصابين بالحروق ، حيث ارتفعت النظارية ،السادية ، المازوخية لدى المصابين ، ولاتوجد فروق فى الاستعراضية . ب - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المصابين بالحروق ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة حيث ارتفعت النظارية ، السادية ، المازوخية لصالح مجموعة المصابين بالحروق ، وارتفعت الاستعراضية لصالح المصابين بعد اجراء جراحات التجميل . ج - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، ومن أجريت لهم جراحات تجميل بعد الإصابة في النظارية ، السادية ، المازوخية ، ويوجد فروق فى الاستعراضية حيث ارتفعت الاستعراضية لصالح مجموعة المصابين بعد اجراء جراحات التجميل . الفرض الثانى : أ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء والمصابين بالحروق ، حيث ارتفع الاكتئاب لصالح مجموعة المصابين . ب - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المصابين بالحروق ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة ، حيث ارتفع الاكتئاب لصالح مجموعة المصابين . ج - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، ومن أجريت لهم جراحات تجميل بعد الإصابة فى الاكتئاب . الفرض الثالث : أ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء والمصابين بالحروق ، حيث ارتفعت درجة احتمالية الانتحار لصالح مجموعة المصابين . ب - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المصابين بالحروق ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة ، حيث ارتفعت درجة احتمالية الانتحار لصالح مجموعة المصابين . ج - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، ومن أجريت لهم جراحات تجميل بعد الإصابة فى احتمالية الانتحار . الفرض الرابع : أ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء والمصابين بالحروق ، حيث ارتفع تقدير الذات لصالح مجموعة الأسوياء . ب - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المصابين بالحروق ، ومن أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة ، حيث ارتفع تقدير الذات لصالح من أجريت لهم عمليات تجميل بعد الإصابة ج - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الأسوياء ، ومن أجريت لهم جراحات تجميل بعد الإصابة فى تقدير الذات . - 2 نتائج الدراسة الإكلينيكية : تضافرت نتائج كل من المقاييس السيكومترية والمقابلة الاكلينيكية واختبار تفهم الموضوع ،لتميط اللثام عن البناء النفس للمصاب بالحروق ، حيث تميـزت صـورة الـذات بالضـعف والسلبية والعجز والاستسلام ، وانعدام الاحساس بالأمن وذلك لما أحدثته الاصابة من تشوه ، وظهر ً جليا عدم تقبل الاصابة والواقع الصحى ، كما أدركت المصابه ً واقعا ً أسريا سلبيا مـع افتقار للروابط العاطفية ، وقسوة وصرامة الأب والزوج ، وكشفت الأدوات عـن الصـراع الأوديبى والذى لم يحل واتضحت الميول العدوانية الموجه نحو صورة الأب والزوج . كما كشفت الأدوات عن الحالة الاكتئابية للمصاب بالحروق ، حيث الحزن والتعاسة ومظاهر الانسحاب ، والنظرة التشاؤمية مع فقدان الأمل فى الرجوع للحالة الأولى قبل الاصابه ، كما ظهرت ً جليا الميول الانتحارية ، كما انخفض تقدير المصاب لذاته وذلك لاحساسة الشديد بالعجز والدونية والنقص ونفور المحيطين منه . كما اتضح ضعف الأنا وعجزه عن مواجهة الواقع الصحى المحبط والصراعات المتعددة ، كما تمثل الأنا الأعلى بالعجز أحياناً ، ً واحيانا أخرى بالقسوة والصرامة ، كما ظهرت العديد من الأساليب الدفاعية كالاسقاط والنكوص وذلك كمحاولة للتوافق .كما ظهرت النظارية كبديل للاستعراضية والتى تمثل ً اشباعا ً لاشعوريا للاستعراضية وذلك فى محاولة للتخفى من الآخرين وعدم التقارب معهم ، وللتغلب على القلق والاحباط ، وارتفعت الميول العدوانية من سادية تعود وترتد على الذات ، ومازوخية شديدة تبدأ بإهمال العلاجات والتعليمات الطبية لتصل إلى ميول انتحارية قد تؤدى إلى انهاء الحياه . كما اتضح ً جليا حاجة مصاب الحروق إلى الاحساس بالأمن والاستقرار والحاجة إلى الحب والتقبل والتعاطف ، وانتفاء ذلك التشوه . |