Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
صورة الجسد في ظل ثقافة العولمة :
المؤلف
قشطه، هشام محمد فخر الدين عبدالهادي.
هيئة الاعداد
باحث / هشام محمد فخر الدين عبد الهادي قشطه
مشرف / محمد سعيد فرح
باحث / هشام محمد فخر الدين عبد الهادي قشطه
مشرف / محمد سعيد فرح
الموضوع
العولمة. الثقافة.
تاريخ النشر
2009.
عدد الصفحات
420 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 449

from 449

المستخلص

شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداًً بالجسد الإنساني وموضوعاته وممارساته، والقضايا المرتبطة به وبتمثيلاته في الحياة اليومية، وحضوره الطاغي في ميادين وممارسات عديدة وذلك لدوره كوسيط في التفاعل بين البشر، وكتجسيد للحياة الإنسانية ولتأثيرات الطبيعة. فالجسد في جانبه الفيزيقي والفكري أداة إدراك العالم الطبيعي، من خلال ما يتمتع به من خصائص وقدرات وملكات. ويمثل العقل الإنساني المخزن الحقيقي الذي يضم كافة المعارف المتعلقة بالعالم المحيط بالإنسان، وعلى الرغم من ذلك فالجسد الذي يحوي العقل عبارة عن كيان طبيعي يدركه الإنسان بطرق عديدة، حيث صاغ الإنسان حوله العديد من التصورات مما أدى إلى وجود نماذج سلوك وتفاعلات عديدة تتم عبر الجسد الإنساني إما للتعبير عنه، أو لضبط سلوكه أو قمع رغباته، الأمر الذي دعي إلى ضرورة وضع الجسد في بؤرة اهتمام علم الاجتماع. فقد أضحى موضوعاً لتفصيل الخطاب الجماعي، ومرصاداً للأحاسيس، ومكاناً مميزاً للرفاهية وحسن المظهر من حيث الشكل وبناء الجسد والتجميل، والحمية الغذائية، والحركات التي تتطلبها الطقوس الثقافية بصفه عامة، فضلاً عن الخطاب الجمالي الذي يجعل من الجسد موضوعاً للتمثيل الفني، بالإضافة إلى بروز موضوعات حديثة عن الجسد فرضت نفسها على علم الاجتماع، استدعت دراستها، خاصة في ظل كونه الموضوع الرئيسي للعرض والاستهلاك في ظل ثقافة العولمة التي تهدف إلى تنميط العالم ليصبح وحدات متشابهه تمثل في جوهرها وحدات اقتصادية تم إخضاعها لقوانين مادية يصبح الإنسان في ظلها إنساناً اقتصاديا جسمانياً لا يتسم بخصوصية وليس له انتماء واضح. حيث إن الخصوصية الثقافية والأخلاقية تعوق مثل هذا الانفتاح العالمي. ففي ظل غياب الانتماء والهوية والمنظومة القيمية والمرجعية الأخلاقية تسود النسبية المطلقة. فالعولمة عملية تقوم على فكرة السوق والجنس أو الإنسان الاقتصادي والجسماني، وبالتالي فهي تعد إفرازاً طبيعياً لما بعد الحداثة والتي تؤكد على أن علاقة العقل بالواقع غير قائمة، وأن تحطيم المقولات العقلية واللغوية عملية ذات طابع جنسي, وبالتالي التأكيد على أن التحدي الأكبر للثوابت والعقل هو الجسد الذي لا علاقة له بأية خصوصية تاريخية أو ثقافية أو اجتماعية ومن ثم يقوض الذاكرة التاريخية والاجتماعية. وهذا هو جوهر ما بعد الحداثة فتتساقط القيم والمرجعيات. وهذا ما تسعى إليه العولمة من خلال آلياتها وفي مقدمتها الشركات متعددة الجنسيات بحيث يصبح الإنسان حزمة نمطية من الرغبات الاقتصادية والجسمانية التي يمكن التنبؤ بسلوكها والتحكم في صاحبها وتوظيفه داخل منظومة السوق.