الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الموسيقى فن من الفنون التى تحتاج إلى وسيط وهو المؤدى عازفاً أو مغنياً منفرداً أو جماعياً لترجمة المدونة الموسيقية وتحويلها إلى موسيقى حيه. وقد ظهرت أهمية دور المؤدى عبر تاريخ الموسيقى الغربية. فقد أسهم ارتجال المنشدين الكنسين فى نشأة فن الإنشاد المميز للموسيقى الأوربية وكانت إضافتهم المرتجلة فوق اللحن الدينى (الدسكانت) أساساً لاستنباط قواعد فن البوليفونية وتقنينها فيما بعد وفى أواخر عصر النهضة وبداية عصر الباروك عندما ظهرت الصوناته للوتريات فى إيطاليا على يد كوريللى كان تدوين المؤلف لها مجرد هيكل ينبغى على العازف أن يضيف إليه بعض التفاصيل المرتجلة وكان هناك قدر ضرورى من الارتجال فى كل من موسيقى عصر الباروك (فى القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر) والممثل فى أداء الباص المتصل. وقد شهد القرن التاسع عشر تصاعداً فى تقيد حرية المؤدى حيث أدى تطور التدوين الموسيقى إلى زيادة قدرة المؤلف على توضيح أسلوب الأداء الذى يريده ويلزم به المؤدى دون أى حرية أو إضافة. وفى القرن العشرين تعددت المذاهب الموسيقية واختلفت أساليبها وممارستها ومن هذه المذاهب، التأثيرية والقومية والتعبيرية وكلها تحترم بدقة كل ما يكتبه المؤلف من رموز وفى نفس العصر ظهرت اتجاهات قائمة بشكل أساسى على الارتجال مثل موسيقى الجاز، التى تسمح بإتاحة الفرصة لحرية الأداء لدى المؤدى مثل مذهب الموسيقى العفوية غير المحددة وذلك بممارستها المختلفة سواء موسيقى الصدفة أو موسيقى غير المحددة ورائد هذا الاتجاه هو جون كيج (Cage) (1912) وتبعه بعد ذلك الكثير من المؤلفين أمثال بولنيز وشتوكهاوزون وغيرهم وبذلك يقتصر دور المؤلف على وضع مخطط تمهيدى للعمل مع السماح للمؤدى بوضع التفصيلات. ومن ثم يتضح أهمية دور المؤدى الإبداعى فى كل من الموسيقى العفوية فى القرن العشرين. |