الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 148 |  |  |
| | | from | 148 | | |
المستخلص
يعتبر بنيامين دزرائيلي (1804- 1881) سياسيا لامعا وروائيا كبيراً استطاع أن يحتل مكانة بارزة أدبياً في العصر الذهبي للرواية الإنجليزية ويعكس دزرائيلي في أعماله الأدبية الفكر الاستعماري السائد في القرن التاسع عشر كما يربط بين هذا الفكر الاستعماري وبين نشوء فكرة الصهيونية السياسية. ولقد لعبت أصول دزرائيلي اليهودية أكبر الأثر في نظرته للشرق بصفة عامة وللقدس بصفة خاصة كما أثرت كذلك في تناوله لفكرة استخدام اليهود كجماعة وظيفية يعتمد عليها في خلق وجود استعماري في الشرق الأوسط. شغل بنيامين دزرائيلي عدة مناصب سياسية هامة حتى أصبح رئيس وزراء إنجلترا وبذلك لعب دورا رئيسيا في السياسة الاستعمارية البريطانية. (ومن أبرز إنجازاته شراء اسهم قناة السويس و انتصاره الساحق على بسمارك في كونجرس برلين) وكانت له مواقفه الواضحة التي انعكست في رواياته. وتعرض الرسالة للتناقض الموجود في دزرائيلي الإنسان والسياسي والروائي ذلك التناقض الذي انعكس في أعماله الروائية وخاصة ثلاثيته كونجنيزبى و سيبل و تانكرد وتبحث الرسالة الخلفية الاستعمارية لتلك الروايات وتجتهد في تقديم قراءة لها في ضوء محاولة كاتبها التعامل مع موقعه الملتبس في مجتمع يهمشه ويرفضه في نفس الوقت الذي يتيح له تقلد ارفع المناصب السياسية.
وتستخدم الرسالة الأدوات النقدية التي وفرها النقد ما بعد الكولونيالي خاصة مفهوم إدوارد سعيد الخاص بالاستشراق ومفهوم النقد ”الكونترابنتالي” كما تعتمد الرسالة في قراءتها لروايات دزرائيلي الثلاث على دراسة الخلفية التاريخية لتلك النصوص والعصر الفكتوري ككل في محاولة لتوضيح العوامل المختلفة والمتناقضة التي تتدخل في إنتاج العمل الأدبي . لذلك فإن نظرية باختين عن ”تعددية التفسيرات” التي يمكن أن تدرس في النص كان لها أثر كبير في تحليل أعمق لروايات الثلاثية.