![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تحاول الرسالة أن تطرح قضية فصل العلم البيولوجى عن القيم الإنسانية المتجاوزة للمادة كالأخلاق الدينية والأخلاق الفلسفية. والتساؤل الرئيسى الذى تطرحه الرساله هو: هل من الممكن التعامل مع الثورة البيولوجية فى إطار مجرد من القيم الإنسانية (الدينية والفلسفية)، ومقتصر على القيم المادية والنفعية التى تهتم بحسابات المكسب والخسارة فحسب؟ أم أنه يجب التعامل مع الثورة البيولوجية فى إطار متكامل من القيم المادية والقيم الإنسانية المتجاوزه للإطار المادى؟ وللإجابة على هذا التساؤل، تتعامل الرسالة مع إتجاهين فلسفيين رئيسيين، ألا وهما الإتجاه المادى والإتجاه الإنسانى. وينادى الاتجاه المادى بالنظر للإنسان من خلال بعد واحد هو بعده المادى، بغض النظر عن روحه، وعقائده، وقيمه، وأفكاره. وعلى النقيض من ذلك، يرفض الإتجاه الإنسانى تحويل الإنسان إلى مجرد مادة خاضعة تماماً وبصورة كلية وحتمية لقوانين الطبيعة والمادة. وقد انقسمت الآراء حول تطبيق تقنيات الثورة العلمية البيولوجية على الإنسان إلى اتجاهين أساسيين: اتجاه معارض لتطبيق فروع العلم البيولوجى على الإنسان كما يتم تطبيقه على سائر الكائنات، وهو الرأى الذى يتبناه أتباع الفكر الإنسانى، وآخر مؤيد لتطبيقه على الإنسان كما يتم تطبيقه على سائر الكائنات، وهو الرأى الذى ينادى به أتباع الفكر المادى. ولقد كان قبول تطبيق العلم البيولوجى على الإنسان نتاجًا لرغبة جامحة لدى اتباع الفكر المادى للإعلاء من شأن العلم كسلطان ومحرك آحادى للعالم المادى الذي يعد الإنسان جزءً منه. |