![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فلقد شرف الله اللغة العربية بأن جعلها القرآن الكريم، وخفى في كلماتها سر الإعجاز, ومنح تلراكيبها حسن السبك والاحكام, لتبقى- ما بقى القرآن- مورداً عذباً ومعيناً لا ينضب للباحثين والدراسين فمن يبحث في كلماتها,أو ييدرس خصائص تراكيبها, أو يكشف عن ظواهرها ومميزاتها يجدها أبداً زاخرة بالدرر والنفائس, ومليئة بالأسرار والعجائب. ومن أهم خصاءص هذه اللغة, ومن أبرز ظواهرها ومميزاتها أنها تميل إلي الإيجاز والتخفيف بحذف بعض عناصرها التي يمكن للسلمع أو القارىء أن يفهمها أو يقدرها اعتمادا علي القرائن الحالية أو القلية أو اللفظية التي تكون مصاحبة للكلام, أو اعنمادا علي دلالة السياق. وقد بدأت لغتنا العربية شعرية, وساعد ذلك علي كثرة مظاهر الحذف فيها, وتعددت أنماطه ؛ وذلك لأن الشاعر مقبد باوزن والقافية ويدفعه هذا التقيد - في حالت كثيرة - إلي حذف أوإسقاط بعض العناصر من بناء الجملة التي من شأن ذكرها أن يخل بالوزن أويضر بالقافية أو إذا كان هذا الحذف تقتضيه البلاغة , ويستلزمه حسن البيان. وفي العصر الحديث ظهر (الشعر المسرحى أو الدرامى) وهو مصطلح يطلق علي النص الذى يكتب شعراً مسرحياً سواء مسرحيا سواء كان عموديا أوحرا وقد يصلح للقراءة والعرض أيضا وقد ازدهر هذا اللون من الشعر وتطور علي يد شوقي كما ظهر أيضا في العصر الحديث ما يطلق عليه (الشعر الحر أو الحديث ) وحينئذ وجدنا الشعراء المجدين الذين يكتبون هذين اللونين من الشعر يكثرون من استخدام أسلوب الحذف ويستغلون إمكاناته في بناء أعمالهم الشعرية استغلالا جيدا وقد ساعدهم علي ذلك أن طبيعة الشعر في هذين اللونين تحتاج إلي المرونة والحركة. |