![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أصبحت فلسفة العلوم تعبر عن الحركة النقدية للبحث عن الحقيقة , وهى تتعدد بقدر تعدد المذاهب الفلسفية , لأنها ليست سوى وجهة نظر فلسفية إلى العلم , والعلم هنال هو المادة الخام أو الموضوع الذى يخضع للبحث الفلسفى , ورغم أن العلم واحد وليس مذاهب شتى , إلا أن أسلوب تناوله وليس ممارسته مختلف ومتعدد , ففلسفة العلوم ليست ممارسة للعلم بل هى حديث فلسفى عن العلم , أى أنها لا تقدم معارف علمية , بل تتفلسف حول تلك المعارف وحول المناهج التى توصلت إليها . وقد برزت هنا اتجاهات فلسفية علمية جديدة , نسميها اتجاهات ما بعد الوضعية المنطقية , والتى حملت في طياتها نقدا لاذعا علي مفاهيم ومناهج تلك الوضعية المنطقية – التى تبنت وجهات نظر تميزت بالإعتماد الكبير على تقنيات المنطق الرياضى في صياغة أطروحاتها , والتعامل مع مشكلاتها , فأعلنت أن فلسفة العلم بل والفلسفة بصفة عامة ليست سوى تحليل منطقى للعلم – وكان من أهم رواد تلك الاتجاهات ” بوبر popper ” و ” كون Kuhn ” و ”فير آبند Feyerabend ” الذين شكلوا معا رغم الخلافات الشديدة بينهم في تفصيلات جزئية معالم فلسفة العلم في الثلث الأخير من القرن العشرين . - ”كارل بوبر Karl popper ” (1902-1994) وهو صاحب العقلانية النقدية والتى قامت فلسفته على فكرة أن النظرية التى لا يمكن تفنيدها Refutation لا تعتبر نظرية علمية كما وضح فكرة تقدم العلم في كتابه منطق الكشف العلمى The Logic Of Scientific discovery فعدم قابلية التفنيد ليست ميزة أو قوة لنظرية ما , وإنما هى على العكس من ذلك تماما كما أن كل اختبار أصلى لنظرية ما إنما هو محاولة لتكذيبها أو لتفنيدها إذا لقد قامت فلسفة ”بوبر popper” كلها على معيار واحد وهو التكذيب (التكذيبية ) Falsificationism المستمر للنظرية , كما رأى أن المعرفة العلمية هي معرفة موضوعية Knowledge وليست ذاتية |