الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ألحت علي فكرة البحث والدراسة، بعد ان يسر الله تعالي لي فرصة دراسة لغة القرآن الكريم بنحوها وصرفها وأدبها وبلاغتها ووجدت في نفسى ميل كبيراً إلي الأدب الذى كنت أعشق دراسته منذ بواكير حياتى ، وهيأت لى سنوات دراستى الجامعية رؤية أدق وأعمق لمفهوم البحث والإطلاع فاستعنت بالله تعالي وبتوجيه أساتذتى الكرام وطرقت هذا الباب لأنهل من معين تراثنا الخالد، واستوقفتنى الفترة التي اصطلح مؤرخو الأدب علي تسمية ما ورثناه من نتاجها الأدبى أدب العصر المملوكى، وذلك لأن أدب هذا العصر لم يأخذ حقه كاملا من الدراسة حتى يومنا هذا، وأيضا لأنني وجدت أحكاما متضاربة علي ما تمت دراسته بالفعل فهناك من ينعت أدب هذا العصر بالضعف والإنحطاط ويعللون أحكامهم تلك بشيوع الصنعة وغلبتها علي المضمون، وانتشار ما يعرف بالألغاز والأحاجى. وهناك فريق آخر يرى نقيض هذا الرأى فهذا العصر عنده هو عصر الموسوعات ودوائر المعارف وهو العصر الذى استنفذت فيه الشخصية العربية من الضياع والإنداثار أنام الضربات التتارية العنيفة وهيأ الله تعالي فيه مصر المحروسة دار أمان وجامعة علم فاجتمع فبها الهلماء الذين فروا ببقية من تراثنا الزاهر بين أيديهم وعقولهم ليعيدوا غرسه وتنمية في هذه الأرض المباركة، وفي ربوع الشام فيعيدون بذلك صياغة الحياة لأمتهم من جديد . والدراس لاتقوى له حجة أمام أصحاب الرأى الثاني من النقاد والدراسين ولايستطيع أن ينكر كل ما أتي به أوادعاه الفريق الاول ولكن يمكن أن يقال إن عناصر القوة والضعف موجود في كل عصر تقريبا وفي وسع المخلصين من أبناء هذه اأمة أن يشمروا عن ساعد الجد ليزيلوا الغبار عن هذه الدرر المخبوءة ليطلعوا الناس عليهم. |