![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الإنسان هو المعجزة الإلهية الكبرى والمعنى الحقيقي لهذا العالم ومن هنا أصبح الانسان منذ فجر البشرية هدفا للرسالات السماوية ومحورا لمذاهب الفلاسفة ونتاجات المفكرين فقد سعت هذه كلها الى حثه على الخير والصلاح والعمل الفاضل وكل ميحقق إنسانينه على أكمل وجه . وقد كان من الشائع أن الفلسفة الاسلامية في مجملها تدور حول الالهيات أو مابعد الطبيعة وأنها تهمل جانب الانسان إلى حد بعيد من هنا اضطلع كثير من الباحثين المعاصرين بمهمة إثبات عدم صحة هذا الرأي وبيان مدى إهتمام الفلسفة الاسلامية بالانسان بلى إن الفلسفة الاسلامية لم تدرس الانسان كبحث مستقل ولكنها بحثته وباستفاضة ضمن الأطر المختلفة التي تدور حولها فبحثته من زوايا متعددة من خلال موضوعات المعرفة والأخلاق والسياسة ومن حيث علاقته بالله وغيرها من الموضوعات وبالتالي أصبح لزاما علينا لاعادة تحديد المكان الحقيقي للإنسان في فلسفتنا الاسلامية أن نبحث عنه في كل هذه التفصيلات لنجمع هذا المحور الحاضر الغالب في الفلسفة الاسلامية . وقد اهتمت هذه الدراسة بابن سينا كأحد رواد الفلسفة الاسلامية وكأحد أشهر رجالاتها وكأحد أبرز الفلاسفة الذين بحثوا موضوع الانسان بل ان تركيزه على عدة زوايا من موضوع الانسان - كالنفس والمعرفة والأخلاق والسياسة والإجتماع - جديرة بأن توضع في مكانها اللائق بها كمباحث هامة ومفيدة في الدراسات الانسانية عامة فابن سينا قدم لنا صورة الانسان العاقل الحكيم المتأمل كما قدم لنا صورة أخرى جديدة للإنسان من خلال تفاعله مع مجتمعه وفاعليته فيه كما قدم لنا صورة الإنسان في نطاق الأسرة تعتريه نزعة تفاؤلية هدفها سعادة الإنسان الدائمة . |