الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 403 |  |  |
| | | from | 403 | | |
المستخلص
لما كانت الضرائب تحظى بأهمية كبيرة فى المجتمعات المعاصرة بسبب التزايد المستمر فى الإنفاق العام، وخاصة فى الدول التى تعتمد عليها بشكل كبير وتعانى من نقص الموارد الاقتصادية، فإن اهميتها تتمثل فى كونها أهم مصادر الإيرادات العامة فى الوقت الحالى. ومن هنا فإن الهدف من فرض الضرائب يتمثل فى تحصيل أكبر قدر من الايرادات للوفاء باحتياجات الدولة من حصيلتها، وبالتالى يتعاظم الدور المالى للضرائب فى الدول التى تعتمد عليها كمصدر اساسى فى تمويل النفقات العامة، وإتخاذها كوسيلة اساسية فى التمويل لتنفيذ خطط التنمية الاقتصادية. والحصيلة الضريبية التى يعول عليها فى تحقيق اهداف الدولة المالية لابد وأن تكون سببا فى زيادة النشاط الاقتصادى فى المجتمع حتى تزداد معدلات التنمية الاقتصادية، وما يترتب على ذلك من زيادة وتعدد أوعية الضرائب. إلاّ أن فرض الضرائب من ناحية أخرى يمثل اقتطاعاً من دخول افراد المجتمع لصالح الخزانة العامة، ويسبب بالتالى أعباء مالية ونفسية على الممولين. br ومن ناحية أخرى، يحاول المشرع الضريبى عند فرض الضرائب تحقيق المواءمة بين هدف الحصول على الحصيلة الضريبية للوفاء بإحتياجات الدولة من الأموال، وتخفيف العبء الضريبى الواقع على كاهل الممولين، أى تحقيق التوافق بين العدالة الضريبية والحصيلة. ويستند النظام الضريبي الجيد إلى اعتبارات تحقيق العدالة ووفرة الحصيلة الضريبية؛ لأن الدولة تسعى إلى زيادة مواردها الضريبية عندما لا تكفي الموارد الأخرى للنهوض بمهامها، ويقتضى زيادة موارد الضرائب وتنميتها أن تفرض على أساس العدالة وحسن توزيع أعبائها بين الأنشطة الاقتصادية المختلفة. والضرائب لا يقتصر دورها على الهدف المالى فحسب، وإنما هناك أهدافاً أخرى كالهدف الاقتصادى والاجتماعى يسعى النظام الضريبى إلى تحقيقها عن طريق توزيع الاعباء المالية بين الممولين على اساس العدالة الضريبية.