الفهرس 
مدخل الى الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 484 |  |  |
| | | from | 484 | | |
المستخلص
يزداد تأثير وسائل الإعلام مع مرور الزمن في حياة الفرد أفقيا ورأسيا بتراكم الخبرات التي يتعرض لها ، وتستحوذ على أكبر قدر من أوقات فراغه ، ولما كانت هذه الوسائل تلاحق الفرد في كل مكان ، وتجبره على استخدامها لإشباع عدد من حاجاته النفسية والاجتماعية ، ويكون مجرد متلقي سلبي لها في طفولته ، ومع تطور النمو العقلي لديه في مرحلة المراهقة يعتمد عليها ولكن يحدد اهتماماته وأولوياته وأفضلية الوسائل التي يتعامل معها، والتي يرى أنها تشبع رغباته وحاجاته، وتتمايز هذه العلاقة بينه وبين وسائل الإعلام في مرحلة الرشد حتى يصبح قادرا على نقد مضمون رسائل هذه الوسائل ، فالفرد الإنساني في ظل الانفجار المعلوماتي الذي يشهده العالم لا يستطيع العيش منعزلا بدون استخدام أي من هذه الوسائل سواء المسموعة منها أو المرئية أو المطبوعة .
وعليه تصبح دراسة أثر هذه الوسائل ودورها ومدي فعاليتها ليست ضرورة ملحة فحسب ، وإنما تصبح واجبا قوميا على الباحثين الإعلاميين والمهتمين بدراسة الطفولة.
وقد تعددت تعاريف وسائل الإعلام ،إذ عرفها (لازرسفيلد) بأنها فن تغيير الاتجاهات ، وعرفها (شرام) بأنها فن وسائل التأثير والتعليم في مجالات مختلفة من الحياة ، وعرفتها(اليونسكو) بأنها أحد الأعمدة الرئيسية في عملية التغيير والتحضر(1) ، ولكل وسيلة من وسائل الإعلام أهميتها ووظيفتها التي تقوم بها ، فالصحافة تعمل على تقديم الأخبار وشرحها وتفسيرها وتقييمها بالتعليق عليها ، وما تحويه هذه الأخبار من بيانات ومعلومات ومعارف وأفكار تساعد جمهورها على الإلمام بمعرفة الأحداث التي تدور حوله في وطنه بل وفي أرجاء الكرة الأرضية وبالتالي فهي تساعدهم وترشدهم وتعمل على رفع مستوى معرفتهم ، مما يترتب عليه دعم اتجاهاتهم أو تغييرها أو ظهور اتجاهات جديدة نحو الأحداث التي تبرزها الصحافة والتي لها ذات الأهمية في حياة هذا الجمهور ، وتعزز قيمهم ومعتقداتهم .
وتعمل الصحف على تحقيق الاندماج الاجتماعي لتوفيرها المعلومات عن المجتمع والدولة ، وتلعب دورا هاما في التنشئة السياسية لتكوينها المعرفة السياسية ، والصحافة أكثر من غيرها قدرة على التأثير في الاتجاهات حيث أن الوسائل المطبوعة (الصحف) أكثر فعالية في حالة إذا كانت الرسالة الإعلامية صعبة لأن القدرة على فهم الرسائل المكتوبة أفضل من القدرة على فهم الرسائل المسموعة أو المرئية ، فالصحافة تمثل جزءا هاما من حياتنا الاجتماعية وثقافتنا الذاتية فهي الرابط الحيوي للمعايير الاجتماعية بالسلوك السائد في المجتمع( ).