الفهرس 
فهرس الموضوعاتيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 30 |  |  |
| | | from | 30 | | |
المستخلص
تعد البطالة من اخطر المشكلات التى تواجه مختلف بلدان العالم ولا تتمثل خطورتها فى التزايد المستمر فى اعداد العاطلين و لا فيما ينجم عنها من اهدار للموارد البشرية و غيرها من فرص التنمية و لكن فيما يتمخض عنها من آثار اجتماعية و سياسية اشد خطورة تهدد كيان الدولة و المجتمع مما يجعل التصدى لها امرا حتميا يفرض نفسه على الاهتمامات الاستثمارية سواء للدولة ام الافراد . تعد الزيادة السكانية من اهم المتغيرات المسببة فى تفاقم مشكلة البطالة بالمحافظة حيث زاد حجم سكان المحافظة عن المليونى نسمة وفقا لتعداد 1996 بزيادة سنوية بلغت 1.6% مما ترتب عليه تدفق الاعداد الكبيرة من السكان لسوق العمل و ساهم ذلك بصورة واضحة فى زيادة حجم قوة العمل و من ثم حجم البطالة الذى تجاوز (82) الف متعطل بمتوسط زيادة سنوية بلغت (61%) و يعزى هذا التزايد فى حجم المتعطلين الى عدم التوافق بين الزيادة فى قوة العمل و الطلب عليها نتيجة لتخلى الدولة عن الالتزام بتعين الخريجين و انخفاض معدل الانفاق الحكومى العام الموجه للخدمات الاجتماعية التى تستوعب عدد من العمالة المشتغلة بها و كذلك تقلص دور الدولة عن خلق مشروعات تستوعب الاعداد المتزايدة من القوى العاملة . و قد احتل ريف المحافظة النصيب النسبى الاكبر من حجم المتعطلين ليضم نحو ( 67%) مقابل (33%) بالحضر . تباينت صورة التوزيع الجغرافى للبطالة على مستوى رقعة المحافظة فقد اتسمت بالتزايد الواضح بين قرى و مدن مراكز العمران القديم المتمثلة فى الاجزاء الشرقية و الجنوبية بالمحافظة و تظهر بوضوح بين قرى مراكز :كفر الشيخ ، قلين ، بيلا ، مطوبس . فى حين يمثل نطاق العمران الحديث الذى تمثله الاجزاء الشمالية والشمالية الغربية من المحافظة نطاق البطالة المنخفضة و يمثل معظم قرى و مند مراكز : البرلس ، الرياض ، الحامول و كذلك الاجزاء الشمالية فى مركز مطوبس . اتضح من دراسة الملامح الديموجرافية للمتعطلين بالمحافظة ان البطالة قد اتسمت بتركزها بالفئتين العمرتين ( 15- 19 سنة ) ، ( 20 - 24 سنة ) ليضما اكثر من نصف حجم المتعطلين بالمحافظة وفقا لتعداد 1996 و بدراسة الحالة التعليمية للمتعطلين اتضح ان البطالة تزداد حدتها داخل قوة العمل المؤهلة لتضم نحو ( 96.4%) من حجم المتعطلين بالمحافظة لتفوق نظيرتها بين غير المؤهلين بنسبة (3.6%) و تشكل البطالة بين خريجى التعليم المتوسط النصيب الاكبر اذ ما قورن بنظيره بين خريجى التعليم العالى والاقل من المتوسط . و بدراسة الحالة الاجتماعية للمتعطلين بالمحافظة لوحظ ان نسبة البطالة قد اتسمت بتزيداتها المستمر بين الافراد الذين لم يسبق لهم الزواج لتصل الى (56.2%) مقابل (38.4%) بين الافراد المتزوجين وفقا لتعداد 1996 بينما يلاحظ تواضع نسبتها بين الافراد المطلقين و الارامل. خلصت الدراسة الى ان هناك بطالة ظاهرة بكافة الانشطة الاقتصادية بالمحافظة يتصدر النشاط الزراعى الانشطة الاقتصادية من حيث قصوره عن خلق فرص عمل للشباب و عدم مساهمته فى امتصاص الزيادة فى القوى العاملة . و من ثم يضم اعلى فائض للعمالة مسجلا نحو (16.3%) يليه قطاعا التجارة و التشييد و البناء ثم قطاع الصناعات التحويلية وقطاع الخدمات و قطاع النقل و المواصلات بينما تنعدم البطالة بقطاعى الكهرباء والغاز الطبيعى و المناجم و المحاجر لقلة تمثلها بالمحافظة . تعددت المتغيرات التى ساهمت فى تواجد مشكلة البطالة و تفاقمها و تباين توزيعها المكانى بسوق العمل المصرى بصفة عامة ومحافظة كفر الشيخ بصفة خاصة . و يتعلق بعضها بالمتغيرات الديموجرافية و الاجتماعية ومنها ما يتعلق بالمتغيرات الاقتصادية و ثالثة تتعلق بالسياسات الحكومية وكان لتشابك هذه المتغيرات وتعقدها اثر واضح فى احداث تشوهات هيكلية بسوق العمل المحلى ادت فى النهاية الى تفاقم البطالة و اهدار طاقات قطاع كبير من الثروة البشرية القادرة على الاخذ باسلوب التنمية و التقدم و ترتب على ذلك اتجاه معظم الباحثين عن العمل من الخريجين للالتحاق بالقطاع غير الرسمى الذى يضم انشطة هامشية خدمية ليصبح هذا القطاع ملجا يمتص التزايد فى قوة العمل الشابة بالاضافة الى ذلك فقد ساهمت البطالة فى انخفاض مستوى المعيشة و انتشار الفقر بين الغالبية العظمى من افراد مجتمع الدراسة . و قد اثرت البطالة ايضا فى تزايد معدلات الهجرة بشقيها سواء الخارجية ام الريفية الحضرية التى اتسمت بالعشوائية مما ترتب عليها اثار سلبية اهمها زيادة اعداد المهاجرين الى المدن عن فرص العمل المتاحة و البقاء فى اماكن متدهورة بيئيا . و قد اثرت البطالة بصورة غير مباشرة ايضا فى حدوث الكثير من التدهور بالنسبة لصحة الانسان الجسدية بالاضافة الى مؤثراتها على الصحة النفسية و كذلك يبدو تاثير البطالة بصورة اوضح على الجانب الاجتماعى للمتعطلين و بصفة خاصة على التكوين الاسرى و تاخر سن الزواج اضف الى ذلك فان البطالة تعد رافدا رئيسا لتغذية العديد من المشكلات الاجتماعية الاخرى مثل : ضعف الانتماء للوطن و انتشار ظاهرة التطرف و العنف بين الافراد المتعطلين نتيجة للظروف الاقتصادية التى يمر بها المجتمع حيث تجعل الافراد يفرجون عن سخطهم وكراهيتهم للمجتمع بتصرفات عنيفة نحو الاخرين بالاضافة الى ذلك قد ينضم المتعطل الى الجماعات المتطرفة التى تكن العداء و السخط للنظام الاجتماعى السائد ومن ثم ترتفع معدلات الجريمة بين الافراد المتعطلين و تشير نتائج التقديرات المستقبلية للبطالة على مستوى منطقة الدراسة فى الفترة ( 2005 - 2020 ) الى ان محافظة كفر الشيخ ستشهد زيادة كبيرة فى حجم السكان حتى نهاية فترة الاسقاط و سوف يصاحب هذا التزايد فى حجم السكان اتجاه متزايد فى حجم البطالة ليصل حجمها نحو 254.2 الف متعطل حتى نهاية فترة الاسقاط و سيمثل هذا التزايد فى حجم المتعطلين ازمه حقيقية فى سوق العمل المحلى ما لم تبدا التغيرات الهيكلية بسوق العمل . و من ثم وضعت الدراسة عدة مقترحات قد تساهم فى الحد من مشكلة البطالة بالمحافظة اهمها : - ضرورة تشجيع سياسة التصنيع بالمحافظة وذلك بهدف زيادة النمو الاقتصادى و فتح افاق جديدة فى سوق العمل بهدف فرص عمل جديدة لابناء المحافظة . - ضرورة الاهتمام بتنمية الثروة السمكية و صناعة السفن ومراكب الصيد والاعمال المتعلقة بها لاعطاء الفرصة لمزيد من الطموحات من ابناء المحافظة فى تطوير و تنمية مزارعهم بالاضافة الى فتح مجالات عديدة لفرص العمل . - تدعيم دور الصندوق الاجتماعى وبرامجه الرامية لحماية الفئات الفقيرة ومحدودى الدخل وتخفيف حدة البطالة . - ضرورة التوسع فى انشاء مراكز التدريب المهنى على مستوى الوحدات المحلية بالمحافظة للمساهمة فى دعم برنامج تدريب و تاهيل القادرين على العمل ( العاطلين ) و تشغيلهم ولتوفير فرص عمل اضافية للعمالة لتحسين اوضاعها. - الاتجاه نحو استصلاح الاراضى البور خاصة فى النطاق الشمالى الساحلى بمحافظة كفر الشيخ . و التى يمكن من خلالها اقامة مناطق سياحية ومدن صناعية ومناطق عمرانية متكاملة الخدمات يمكنها خلق فرص عمل للشباب. - يجب الاهتمام بدعم و تطوير السياسة التعليمية و برامجها والربط بينها و بين متطلبات سوق العمل من خلال الجمع بين التعليم والتاهيل المهنى و الاهتمام باستثمارات اقامة مراكز التدريب و التاهيل ومن ثم اعداد قوة عمل متعلمة ومتدربة وقادرة على التنقل الوظيفى حسب متطلبات سوق العمل . الاهتمام بالصناعات الريفية صغيرة الحجم و المكملة للنشاط الزراعى . - التوسع فى نشر الوحدات الصحية على مستوى ريف المحافظة لزيادة التوعية بضرورة تنظيم الاسرة او اللجوء الى رفع السن القانونى للزواج و ذلك للعمل على انخفاض معدلات الخصوبة . - ضرورة الاخذبنظام اعانات البطالة والحفاظ على مشروعات الضمان الاجتماعى و التوسع فيها و اتخاذ الاجراءات اللازمة فيما يتعلق باثار الخصخصة على مشكلة البطالة - امكانية الاستفادة من فكرة المعاش المبكر .