![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد الحوار وسيلة من وسائل التواصل الإنساني التي اختارها الخالق عز وجل من أجل إقامة الحياة على سطح الأرض، وأهمية الحوار ليس من كونه حاجة إنسانية تستخدم في تحقيق التواصل والتفاهم بين البشر فقط، بل انه يمثل شأنًا عظيمًا في حياة الإنسان، فهو وسيلة للتعبير عن الأفكار والمعتقدات والمنجزات التي يحققها الإنسان، كما يستخدمه في مواطن الاختلاف والتنازع لتجنب الأخطار بالإضافة إلى أنه هدىً ربانيًا في دعوة الناس إلى الخير والحق: ولقد اتخذه الأنبياء والمصلحون والمربون مسلكًا في تعليم الناس وتوجيههم، وقد شاع تداول الحواربمفاهيم جديدة في عصرنا الحاضر بصورة اكبر فأصبحنا نسمع اليوم استعماله في نواحي شتى من الحياة (السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية)، فهناك حوار الحضارات وحوار الغرب والشرق أو الشمال والجنوب والحوار الإسلامي الغربي، كما ظهر على المستوى المحلي مفهوم الحوار الوطني أو الشعبي ولاشك أن هذا الانتشار والشيوع لمفهوم الحوار له أسبابه وظروفه والتي فرضتها متغيرات وتحولات هذا العصر فالعالم يعيش اليوم تحت جملةٍ من المتغيرات والتحولات ذات الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية والتي تهدد ثوابت وقيم المجتمع فمن الانفتاح العالمي وثورة الاتصالات والمعرفة ونشوء الصراعات والتكتلات السياسية والاقتصادية وسيادة القطب الواحد والعولمة وبرامجها إلى الحدث الكبير الذي هز أرجاء العالم بما فيه من نظم سياسية واقتصادية، واجتماعية وهو أحداث 11 من سبتمبر. إلى غير ذلك من المتغيرات المتلاحقة والمتسارعة والمتصفة بالعالمية في الانتشار والأثر بالإضافة إلى تميزها بصفات عده من بينها: - أن هذه التغيرات ليست وليدة الصدفة أو اللحظة بل هي كما يرى البعض متغيرات مدروسة ومحكمه ومخططٌ لها جيدا من قبل العديد من الدوائر والمؤسسات العلمية والاقتصادية والسياسية العالمية( )، أي أنها ذات أهداف ضيقة وموجهة لخدمة أفراد ومجتمعات ومؤسسات دون غيرها وغالبا ما تكون في خدمة المجتمعات المتقدمة وعلى حساب أمن واستقرار وثروات الدول النامية. |