الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 334 |  |  |
| | | from | 334 | | |
المستخلص
تواجه أسرة الطفل المعوق عقليا صعوبات وتحديات قد تمثل عبء أو ضغوطا زائدة عن التحمل ، بدء من إدراك الأسرة لحقيقة الإعاقة عند الطفل ومعاناتها من حالة الإحباط الناتج عن الصدمة ، إلى حيرتها وإنكارها أو شعور بالذنب أو الخجل أو العار ، وما يعيشه الوالدان من مشاعر متناقضة غزاء هذا الطفل تتأرجح ما بين العطف والحب والرعاية التى تعكس تقبلا للطفل أو بين النفور والكراهية والإهمال التى تعكس رفضا أو نبذا للطفل ، ولهذا الموقف الأسرى التى تعكس الأم بصفة خاصة تأثيره على الطفل وعلى احتياجات رعايته وتنشئته0 وعلى الرغم من هذه الصدمة التى تعتبر رد فعل طبيعى إزاء وجود الطفل المعوق فى الأسرة ، فإن الأسرة غالبا ما تمتص هذه الصدمة وتبدأ فى التركيز على ما يمكن تقديمه للطفل المعوق من اهتمام ورعاية مناسبة بدلا من التركيز على الإعاقة ذاتها، وعلى التعامل مع الطفل فى حدود مقدراته ومساعدته على النمو والتقدم، وما يستلزمه ذلك من إقبال الأسرة على تلقى الدعم والمساندة من المؤسسات التربوية والإرشادية فى المجتمع0 لقد أفاضت الكتابات والدراسات عن أهمية الأسرة وما تقوم عليه من مقومات التماسك والتفاهم والحب والتقبل فى تنشئة الأطفال وتربيتهم، وهذا الدور الأسرى يأخذ أهمية خاصة بالنسبة لتنشئة الطفل المعوق بسبب ما يفرضه هذا العضو فى الأسرة من صعوبات وتحديات بالنسبة لها وماتتطلبه من أساليب خاصة فى رعايته ومن جهد أكبر فى تنشئته فما ينطبق على الطفل العادى من شروط ومقومات تنشئته، تنطبق كذلك وأكثر بالنسبة للطفل المعوق عقليا، ذلك أن شخصية الطفل المعوق عقليا وتكيفه وتقدمه فى المراحل التالية من عمره تنمو فى بيئة أسرية تقوم على التقبل وما يتضمنه من مقومات نفسية وتربوية مهمة كالفهم والتسامح والمرونة والتشجيع والمساواة وغير ذلك من مقومات تنشئته وتلبية حاجاته، فالبيئة الأسرية القائمة على التقبل للطفل المعوق عقليا تتميز بدورها التربوى الذى يؤثر على أساليب التفاعل الشخصى والاجتماعى للمعوقين عقليا، لأن هذا الوسط الأسرى يتصف بمناخ يسوده التفاهم والحب والمساندة مما يساعد على توفير المواقف والخبرات0