عرض تفاصيل البحث

 

[9001037.] كود البحث : 9001037 - 2016/04/01
Current Status:
دور التربية تجاه تحقيق التربية الاجتماعية للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في ضوء بعض التوجهات العالمية المعاصرة /
تخصص البحث : قسم التربية
  المجلة التربوية لكلية التربية بسوهاج : / 42 - أكتوبر 2015م
  عماد عبد اللطيف محمود - مؤلف رئيسي
  التربية - التربية الاجتماعية -الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة - التوجهات العالمية المعاصرة
  تأكيداً للأهمية البالغة لمفهوم رأس المال البشري ودوره في نهضة المجتمع وتقدمه من خلال إعطاء أولوية متقدمة للتنمية البشرية في مجالات عدة منها: رعاية الفقراء المهمشين، وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم كي يتم الاستفادة بما لديهم من طاقات بهدف تأهيلهم وتعليمهم وإدماجهم في مجتمعهم كقوي منتجة وفاعلة. (أحلام رجب عبد الغفار، 2003: 9).
واعتبارهم أحد ركائز التنمية البشرية في المجتمعات المعاصرة والتي تهدف إلى الاستفادة من كافة الإمكانات البشرية وعدم استثناء أي فئة من فئات المجتمع، وتمكينهم من المساهمة في بناء المجتمع حسب قدراتهم وإمكاناتهم، وذلك من خلال تأهيلهم التأهيل اللازم للاندماج في المجتمع والتأقلم مع ظروفهم وطبيعتهم الخاصة التي خلقهم الله تعالى عليها.
ولقد زاد الاهتمام بتلك الفئة لاسيما في ظل ارتفاع نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع حيث تشير الإحصائيات عام 2004م إلى ”وجود ما يزيد عن (600) مليون مُعاق بالعالم، منهم أكثر من (400) مليون في الدول النامية وكلهم يعيشون في عزلة ويأس وإهمال وتذهب التقديرات أن قرابة (10- 20 %) من سكان الدول النامية هم إناس معوقون بشكل أو بآخر”. (أهمارتيا سين، جيمس ولفنسون، 2004)
وفي عالمنا العربي قرابة (18) مليون من ذوي الاحتياجات الخاصة بنسبة ( 7- 8 %) من السكان تبعاً للتقارير الدولية، مما دفع بالعالم العربي للعمل على تفعيل إمكاناته بهدف الاستفادة منهم. (علي الدين السيد محمد، د.ت)
وقد تزايد هذا الرقم ليصل في عام 2015م إلى ما لا يقل عن 45 مليون معاق بالعالم العربي وفق ما أورده مكتب الإقليم العربي للمنظمة الدولية للأشخاص المعوقين. (سيلفانان اللقيس، 2015)
كما بدأ الاهتمام بالتربية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة وجعلها من الأولويات بهدف تحقيق دمجهم في المجتمع وتحقيق الاستفادة من إمكاناتهم ومن ذلك ما رأته التربية الحديثة التي اعتبرت أن الاهتمام بهم يٌعد من:
- مبادئ الديمقراطية في التعليم وترجمة لمبدأ حقوق الإنسان كما تغيرت النظرة إليهم باعتبارهم حالة اقتصادية واجتماعية استثنائية إلى اعتبارهم جزء من الثروة البشرية يجب تنميته والاستفادة من قدراتهم وتمكينهم من ممارسة دورهم في المجتمع حتى يمكنهم التكيف مع مطالب الحياة المتغيرة وشق طريقهم بنجاح في ضوء ما تسمح به قدراتهم وطاقاتهم. (عماد صموئيل وهبه، 2008: 2)
- كما اعتبرت التربية الحديثة أن رعايتهم مظهراً من مظاهر رقى المجتمع وتقدمه بما يحقق لهم التأهيل الجيد للمشاركة في تنمية المجتمع، وتمكينهم من مواجهة التغيرات الناتجة عن المتغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، والتكيف مع المتطلبات الجديدة من أجل تحقيق مستويات من الأداء يحتاجون إليها لتحقيق التنافسية والتميز في الأداء المؤسسي الأمر الذي ينعكس إيجابياً على نظام تعليم هذه الفئات”. (رشا جمال نور الدين الليثى، 2009: 23).
- كما اتجهت الدول المتقدمة إلى اعتماد أسلوب الدمج للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم من العاديين حتى يتمكنوا من الاندماج في المجتمع واكتساب الخبرات والقيم الاجتماعية بصورة مباشرة منهم وحتى يزيلوا الحواجز النفسية بينهم وبين العاديين مما يكسبهم الثقة بأنفسهم وقدراتهم ويتيح لأقرانهم من العاديين التعرف عليهم من قرب وعلى قدراتهم المختلفة بهدف تحقيق الاندماج المجتمعي لهم.
وكان من نتيجة ذلك أن شهدت السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في مجال الاهتمام بالرعاية التربوية والاجتماعية توليها المجتمعات في العالم لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث ”لجأت الدول إلى وضع الخطط ورسم السياسات التي تكفل توفير كافة المزايا والحقوق وسبل الرعاية لهؤلاء الأطفال وتضافرت جهود العلماء والمفكرين في سبيل توفير برامج التربية والتأهيل المناسبة لهؤلاء المعاقين وتمكينهم من الاستفادة من مختلف الأنشطة المتوفرة في المجتمع”. (أميمة محمد محمد عمران، 2004: 219)
وانعكس ذلك على الكثير من الدول العربية حيث وضح الاهتمام في مجالات رعاية الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والبرامج المتعلقة بهم، وذلك من خلال مشاركة القطاعات الرسمية والأهلية في إنشاء مؤسسات تطوعية متخصصة في إعادة تأهيل هذه الشريحة. (فواز أيوب المومني، وآخرون، يناير 2013: 65)
مما سبق يتضح مدى الاهتمام بهذه الفئة الاجتماعية ومدى الرغبة في تحقيق الدمج الاجتماعي لهم داخل المجتمع بما يمكن من استغلال قدراتهم وإمكاناتهم المختلفة في تحقيق التنمية التي تسعى الدول للوصول إليها.




Powered by Future Library Software.All rights reserved © CITC - Mansoura University. Sponsored by Mansoura University Privacy Policy